شارك

يبدو أن الاتفاق النووي الذي عقدته القوى الكبرى مع إيران يفقد مغزاه، بحسب ما ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، في ظل صعود التيار المتشدد داخل الدولة الفارسية خلال الأيام الماضية، وهو الأمر الذي ربما يثير قلقا متزايدا لدى الولايات المتحدة وحلفاءها الغربيين.

وأضافت الصحيفة الأمريكية البارزة أن الهدف من الاتفاق النووي الإيراني كان يتمثل في الأساس إلى منع الدولة الفارسية من امتلاك القنبلة النووية، بالإضافة إلى توجيه الحكومة الإيرانية نحو اتخاذ منهجا أكثر اعتدالا، إلا أن الأحداث الأخيرة ربما تدفع الكرة من جديد في اتجاه المتشددين

هيمنة المتشددين

إلا أن التوتر الذي شهدته العلاقات الإيرانية السعودية مؤخرا، على خلفية اقتحام مجموعة من الغوغاء للسفارة السعودية في طهران، ربما يفتح الباب أمام مزيد من الصعود للتيار المتشدد داخل إيران، بحسب الصحيفة الأمريكية، هو الأمر الذي يتزامن بصورة كبيرة مع العديد من الإجراءات القمعية التي اتخذتها قوات الأمن.

وأوضحت الصحيفة أن العاصمة الإيرانية شهدت العديد من حملات الاعتقال التي شنتها قوات الأمن الموالية للمرشد الأعلى أية الله علي خامنئي تجاه قطاع كبير من المعارضة السياسية والفنانين  والإعلاميين، موضحة أن مثل هذه الحملة تهدف في هذا التوقيت إلى ضمان هيمنة حلفاء السيد خامنئي على الانتخابات الوطنية المقررة في أواخر فبراير المقبل.

التغيير الديمقراطي

الخلاف بين الدولة الفارسية والمملكة، والذي تفجر في أعقاب إعدام رجل الدين السعودي الموالي لإيران نمر النمر، سوف يساهم بصورة كبيرة في تعزيز القوى المتشددة داخل إيران، بحسب “وول ستريت جورنال”، حيث تخشى الولايات المتحدة وحلفاءها من جراء تداعيات هذا الصراع على الأوضاع في كلا من سوريا واليمن.

وأوضحت الصحيفة أن العديد من المسئولين الأمريكيين والأوروبيين كانوا يراهنون بصورة كبيرة على أن يكون الاتفاق النووي الذي عقدته القوى الدولية مع طهران في يوليو الماضي، مدخلا لتوسيع التعاون الدولي مع إيران وكذلك تمكين الرئيس الإيراني حسن روحاني ودعمه في سبيل تحقيق التغيير الديمقراطي.

رفع العقوبات وتداعياته

واستطردت “وول ستريت جورنال” أن الاتفاق النووي كان قد أنعش أمال الكثير من الإيرانيين خلال الأشهر الماضية بمزيد من الحريات، إلا أن حملات الاعتقال المتزايدة والخلاف مع السعودية ربما قوض هذه الأمال، موضحة أن رفع العقوبات على طهران، والمتوقع أن يتم خلال أيام، ربما تساهم أيضا في تعزيز قبضة خامنئي.

وأضافت الصحيفة أن الخزانة الإيرانية سوف تنتعش بمبلغ 100 مليار دولار خلال أيام، قيمة العائدات الضريبية المجمدة، حيث أعرب العديد من المتابعين للمشهد الإيراني بأن الولايات المتحدة تأمل أن يكون هذا المبلغ دعما لسياسات روحاني، إلا أن الواقع ربما يسير عكس ذلك تماما، حيث يرى العديد من الأكاديميين أن المبلغ ربما يستخدم تلك الأموال لتعزيز قبضة حلفاءه المتشددين.

 

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.