شارك

زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما للسعودية، غدا الأربعاء، تأتي في ظل توتر العلاقات بين البلدين، وتغيرات كبيرة على المستوى الإقليمي والاقتصادي، الأمر الذي ربما يقوض نتائج الزيارة خاصة وأن هناك شكوكا كبيرة لدى حكومة الرياض حول نوايا الإدارة الأمريكية تجاههم في المرحلة الراهنة، بحسب ” نيويورك تايمز”.

وذكرت الصحيفة الأمريكية، في تقرير لها، الثلاثاء، أن المشهد ربما اختلف منذ العام الماضي، حيث عانى الاقتصاد السعودي كثيرا من جراء الانخفاض الكبير في أسعار النفط، وزيادة التهديد الإرهابي القادم من حدود المملكة الجنوبية، وكذلك الحرب الأهلية التي تعصف بثلاثة من دول الجوار السعودي، بالإضافة إلى تدهور العلاقات بصورة كبيرة مع المنافس الرئيسي للمملكة في منطقة الشرق الأوسط وهو إيران.

رد غير متوقع

إلا أن رد الفعل السعودي تجاه الأزمات المحيطة بالمملكة لم يكن متوقعا بأي حال من الأحوال، هكذا قالت “نيويورك تايمز”، وهو الأمر الذي تعارض في بعض الأحيان مع المصالح الأمريكية في المنطقة، حيث شنت المملكة هجوما عسكريا على معاقل الحوثيين في اليمن، ما أعاد الحياة لتنظيم القاعدة هناك بصورة كبيرة، كما قامت المملكة بإعدام عددا من رموز المعارضة، من بينهم الشيخ الشيعي الموالي لطهران نمر النمر، بالإضافة لوقف المساعدات التي تقدمها المملكة للبنان بسبب زيادة النفوذ الإيراني هناك.

وأوضحت الصحيفة البارزة أن العديد من صانعي السياسة في السعودية يرون أن الرئيس الأمريكي ربما لن يشاركهم قلقهم من جراء التطورات الكبيرة التي تشهدها المنطقة، خاصة بعد الانتقادات اللاذعة التي وجهها لهم خلال أحد الحوارات الصحفية التي أجراها الشهر الماضي، والتي كانت سببا في حالة من الغضب الشديد الذي عم أرجاء المملكة، حيث أصبح هناك شعور راسخ لدى السلطات السعودية أن أوباما يسعى لتقويض المملكة.

ضبط مفاهيم

الزيارة التي سيقوم بها الرئيس الأمريكي للرياض غدا ربما تهدف إلى إصلاح العلاقات بين البلدين، بحسب الصحيفة الأمريكية، إلا أنه ليس من الواضح مدى الضرر الذي لحق بالعلاقات بين الحليفين التاريخيين، وما إذا كان يمكن إصلاحه خلال الزيارة أم لا.

من جانبه، يقول الأمير تركي الفيصل، والذي شغل منصب رئيس جهاز الاستخبارات السعودي، إن تراجع العلاقات مع الولايات المتحدة يعد أمرا مقلقا للغاية بالنسبة للحكومة السعودية، إلا أن الواقع هو أن هناك تغييرا كبيرا في التوجهات التي يتبناها كلا البلدين، وبالتالي فهناك حاجة ملحة إلى إعادة مواءمة وضبط مفاهيم ورؤية كل بلد تجاه الأخر خلال المرحلة المقبلة.

بيئة من التهديدات

واستطردت “نيويورك تايمز” أن العديد من العوامل سواء الإقليمية أو الداخلية شكلت بيئة من التهديدات التي تحيط بالسعودية في المرحلة الراهنة، حيث أن قطاع كبير من السعوديين يشعرون أنهم محاصرين، وبالتالي لم يكن أمام سلطات المملكة سوى الاعتماد على أنفسهم لمجابهة التهديدات التي تواجههم في ظل التوترات الكبيرة التي شهدتها علاقتهم مع الولايات المتحدة منذ اندلاع ثورات الربيع العربي.

وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن السعودية اعتمدت لسنوات طويلة على الحليف الأمريكي، في حمايتها، في ظل العلاقة التي كانت تقوم في الأساس على دعم أمريكي للمملكة وابرام صفقات السلاح معها، مقابل تدفق النفط، والذي يعد عاملا محوريا في الصناعة الأمريكية، إلا أن ظهور النفط الصخري الأمريكي، بالإضافة للخلافات السياسية الأخرى دفعت باتجاه منحى جديد في العلاقات بين البلدين

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.