شارك

يبدو أن المهمة ليست صعبة بالنسبة للتيار المتشدد في طهران، هكذا استهلت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية تقريرها حول الانتخابات البرلمانية الإيرانية، والتي انطلقت اليوم الجمعة، وذلك بفضل حملة الاستبعاد التي قادها مجلس صيانة الدستور الإيراني ضد عدد كبير من المرشحين الإصلاحيين، وذلك لتضع مزيد من الضغوط على الرئيس الإيراني حسن روحاني.

وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن الانتخابات التي تشهدها طهران اليوم ربما لن تكون بمثابة لحظة تاريخية للتغيير في إيران، في ظل الأعداد المحدودة من المرشحين المعتدلين، وهو الأمر الذي سيفتح الباب أمام أغلبية متشددة بصورة كبيرة، في ظل لهجة تحريضية من قبل المرشد الأعلى للثورة الإيرانية على خامنئي ضد الغرب.

أقلية مؤثرة

وعلى عكس ما كان يتوقع غالبية المسؤولين الغربيين بأن رفع العقوبات الدولية على طهران سوف تدعم موقف التيار الإصلاحي المؤيد لروحاني، حيث أصبحت أفضل السيناريوهات المطروحة الان تتمثل في أن يحصل الإصلاحيون على أقلية مؤثرة داخل البرلمان الإيراني، بحسب الصحيفة الأمريكية.

يقول تاريتا بارسي، رئيس المجلس الوطني الإيراني الأمريكي، أن الانتخابات الإيرانية هذه المرة سوف تكون بمثابة استفتاء على السياسات التي تبناها روحاني منذ أن تولى السلطة في عام 2013، وبالتالي سوف نرى من خلالها حجم الدعم الذي يحظى به الرئيس الإيراني على الرغم من أنه مازال لم يتخذ إجراءات من شأنها تحقيق الانفتاح المجتمعي أو دعم الحقوق المدنية والإنسانية.

الإصلاحيون المستأنسون

إلا أنه بالرغم من أهمية الحدث، إلا أن الانتخابات البرلمانية في إيران نادرا ما تكون سببا في تغيير السياسات الرئيسية التي تتبناها البلاد، بحسب الصحيفة الأمريكية، في ظل محدودية السلطات التي يحظى بها البرلمان الإيراني,

من ناحيته، أوضح المحلل السياسي كريم سادجابور، والذي يعمل في مركز كارنيجي للسلام الدولي، أن الإيرانيين لديهم الحرية في الاختيار بين المتشددين من جانب والإصلاحيين المستأنسين من جانب أخر خلال الانتخابات الحالية، موضحا أن نتائج الفحوصات الطبية التي أجراها المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي مؤخرا سيكون لها تداعيات أكثر تأثيرا على السياسات الإيرانية من نتائج الانتخابات الحالية.

قوة الإقبال

وأضافت “واشنطن بوست” أن حملة الإصلاحيين تقوم في الأساس على دعم مرشحيهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي وذلك في سبيل زيادة أعداد المشاركين في الانتخابات، على اعتبار أن الاقبال الكبير على المشاركة من قبل المواطنين سوف يكون بمثابة رسالة من المجتمع لدعم سياسات روحاني القائمة على تغيير دفة البلاد منذ عام 2013.

تقول فريدة فارحي، المتخصصة في شئون الشرق الأوسط بجامعة هاواي، أن ضعف الإقبال على الانتخابات البرلمانية الإيرانية سوف تكون بمثابة صفعة للإصلاحيين، موضحة أن قوة الإقبال على صناديق الاقتراع حتى إذا ما فاز المتشددون فإنه سوف يكون بمثابة نصر للإصلاحيين، حيث سيكون السبب الرئيسي في فوز المتشددين أمام العالم هو تعنت السلطات التي منعت أعداد كبيرة من المرشحين الإصلاحيين من خوض الانتخابات الإيرانية.

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.