شارك

الانتخابات الإيرانية التي أجريت أمس في طهران هي بمثابة استفتاء على السياسات التي تبناها الرئيس الإصلاحي حسن روحاني، بحسب ما ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” في ظل النجاح الذي حققه في الوصول إلى الاتفاق النووي مع القوى الدولية الكبرى في يوليو الماضي، وتداعيات ذلك على الاقتصاد الإيراني.

وأضافت الصحيفة الأمريكية أن المنافسة بين التيار المتشدد والإصلاحيين تقوم في الأساس على مناقشة النهج الذي يتبناه كلا منهم في كيفية استثمار الاتفاق النووي، والذي ترتب عليه رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على طهران، منذ الشهر الماضي، من أجل تحقيق تنمية اقتصادية حقيقية في الداخل الإيراني، إلا أن الأمر يبدو مختلفا لغالبية دول العالم.

صورة مختلفة

العالم ينظر إلى الانتخابات الإيرانية بصورة مختلفة، هكذا تقول الصحيفة الأمريكية البارزة، حيث أن القوى الدولية الكبرى تنتظر أن تتجه الانتخابات البرلمانية في طهران، بالدولة الفارسية نحو طريق أكثر اعتدالا خلال المرحلة المقبلة، حيث أن رهان الولايات المتحدة الرئيسي خلال الاتفاق النووي هو تقديم الدعم للتيار المعتدل على حساب المتشدين.

فعلى الرغم من أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أكد في تصريحات عدة أن الهدف الرئيسي من الاتفاق هو منع الدولة الفارسية من الحصول على القنبلة النووية، إلا أن عددا من مسئولي إدارته أكدوا أن الاتفاق وتداعياته الاقتصادية على إيران سوف تقوي كثيرا من موقف الإصلاحيين، وهو الأمر الذي يقع بالنفع على المنطقة والعالم.

الرؤية الأمريكية

وأوضحت “وول ستريت جورنال” أن الرئيس الأمريكي وإدارته لعبوا دورا رئيسيا من أجل رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على طهران بيل الانتخابات البرلمانية بمدة قصيرة من أجل دعم موقف السيد روحاني وحلفاءه خلال انتخابات الأمس، حيث حصلت الحكومة الإيرانية على ما يقارب ال100 مليار دولار من أصولها المجمدة في البنوك الأمريكية، من جراء الاتفاق النووي.

وأضافت الصحيفة الأمريكية أن الانتخابات الإيرانية ربما سوف تعكس مدى نجاح الرؤية الأمريكية في التعامل مع إيران، وإذا ما نجحت سيدور التساؤل حول موقف القادة المتشددين منها خلال المرحلة المقبلة، خاصة وأن فشل الرؤية الأمريكية سوف يضع إدارة أوباما في موقف حرج للغاية.

القياس صعب

على الجانب الأخر، قالت الصحيفة أنه بالرغم من التوقعات أن حلفاء روحاني سوف يحققون نجاحات خلال الانتخابات الراهنة، إلا ان قياس هذا النجاح ربما سيكون صعبا، خاصة وأن معظم المرشحين ينتسبون لفصائل سياسية مختلفة وإن كانوا لا يقعون تحت راية حزب سياسي معين، وبالتالي فن النتيجة النهائية سوف تستغرق أياما.

يقول الخبير السياسي كليف شوبان، الخبير في الشأن الإيراني بمجموعة أوراسيا، أن توجهات غالبية المنتخبين ربما لن تتضح إلا بعد مرور أيام من إعلان النتائج، حيث سيتم استكشاف هذا الأمر مع مرور الوقت والتعرف على ارائهم السياسية ورؤيتهم للعديد من القضايا سواء الداخلية أو الإقليمية.

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.