يبدو أن مشاهد الحرب والخراب والدمار لم تعد مقتصرة على الأراضي السورية، ولكنها امتدت إلى داخل الأراضي التركية، في ظل الحرب التي يشنها نظام الرئيس رجب طيب أردوغان على الأكراد في جنوب شرق البلاد.
وبحسب صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية فإن الحملة العسكرية التي تشنها تركيا على معاقل الأكراد امتدت مؤخرا إلى العديد من المناطق الحضرية المأهولة بالسكان، حيث تحولت تلك المناطق إلى ساحة لمعركة دموية، وهو الأمر الذي أدى تهجير عشرات الألاف من المواطنين المدنيين وتشريدهم، وكذلك تقويض كافة الأمال لاستعادة السلام والاستقرار في تركيا.
معارك شرسة
الصراع الراهن مع بين تركيا والأكراد يشعل الوضع في منطقة مضطربة بالفعل من جراء الصراع السوري، هكذا قالت الصحيفة، في ظل تطلعات كبيرة للأكراد في الوصول إلى الحكم الذاتي وهو الأمر الذي جعل من المعارك التي تشهدها مناطقهم في تركيا في أشرس صورة لها منذ سنوات طويلة.
وأوضحت “نيويورك تايمز” الأمريكية أن العديد من المدن التركية شهدت إجراءات تأمينية مشددة وضعتها تحت الحصار، حيث يعيش فيها السكان دون ماء أو طعام أو كهرباء لفترات طويلة بسبب الاشتباكات الدائرة التي تشهد استخدام الأسلحة الثقيلة من قبل مقاتلي حزب العمال الكردستاني.
حلم الاستقلال
وعلى الرغم من أن معارك أردوغان مع الأكراد جاءت بمثابة عقاب لموقفهم الداعم لحزب الشعب الكردي خلال الانتخابات البرلمانية في يونيو الماضي، وبالتالي حرموه من الأغلبية المطلقة في تلك الانتخابات، إلا أن هناك عوامل أخرى دفعته إلى مواصلة قتال الأكراد والذين كانوا سببا في وصوله للسلطة واحتفاظه بها منذ عام 2002.
لعل أهم الأسباب في هذا الإطار يتمثل في المكاسب الت
ي حققتها الميليشيات الكردية على تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، بحسب “نيويورك تايمز”، حيث أن الأكراد أصبحوا القوة الوحيدة التي استطاعت استعادة جزء كبير من الأراضي التي سيطر عليها التنظيم في سوريا والعراق، وهو الأمر الذي قد يزيد من قوتهم وينعش أمالهم في الحصول على الاستقلال الذي يتطلعون إليه منذ سنوات.
الأكراد وداعش
وأضافت الصحيفة الأمريكية أن الميليشيات الكردية أصبحت الان بمثابة العدو الأكثر خطورة والتهديد الأكبر بالنسبة للسيد أردوغان، موضحة أن مخاوف النظام الحاكم في تركيا من الأكراد تفوق مخاوفهم من التهديد الذي يمثله داعش على الأمن التركي.
واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول بأن إستعادة الاستقرار في تركيا وإعادة الأمور بين النظام الحاكم والأكراد أصبح أمرا صعبا وبعيد المنال في المرحلة الراهنة، موضحة أن الوضع الراهن أصبح بمثابة تهديد حقيقي للأمن التركي خاصة في ظل احتمالات امتداده لباقي المدن التركية
