شارك

 

يبدو أن اقتحام السفارة السعودية في طهران جاء ليضع المزيد من الضغوط على الحكومة الإيرانية، وربما لتخسر تعاطف العديد من القوى الدولية، خاصة وأنها ظهرت من جديد في صورة المحرض على العنف بعد الأحداث الأخيرة التي شهدتها العاصمة الإيرانية.

فبحسب ما ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، فإن الحكومة الإيرانية اعتبرت أن إقدام السلطات السعودية على إعدام الشيخ السعودي المعارض نمر النمر، هو بمثابة عملا استفزازيا لها، وهو الأمر الذي دفع التيار المتشدد في الدولة الفارسية للخروج بأنصاره إلى الشوارع وإقتحام السفارة السعودية في طهران.

خيار أمريكي صعب

وأوضحت الصحيفة أن الأحداث الأخيرة التي شهدتها طهران جاءت ربما لتقويض المكاسب التي حققتها الحكومة الإيرانية مؤخرا من جراء وصولها إلى اتفاق مع القوى الدولية، بقيادة الولايات المتحدة، حول ملفها النووي، خاصة وأن خطوة قطع العلاقات الإيرانية السعودية جاء ليضع الولايات المتحدة أمام خيار صعب وهو إما الحفاظ على حليفها الأساسي بالمنطقة وهو المملكة العربية السعودية أو دعم الموقف الإيراني.

وأضافت الصحيفة أن الدولة الفارسية كانت بالفعل قد بدأت خطوات جدية لتصبح أحد القوى المعترف بها دوليا في المنطقة، موضحة أنها وزير الخارجية الإيراني جلس وجها لوجه، الشهر الماضي، أمام نظيره السعودي خلال محادثات فيينا للبحث عن حل لإنهاء الصراع الأهلي الذي تشهده سوريا منذ عام 2011.

اليد العليا

واستطردت الصحيفة أن العديد من المسئولين الإيرانيين كانوا قد أعربوا عن تفاؤلهم حول مستقبل بلادهم، خاصة وأن الدور المتنامي لبلادهم على المستوى الإقليمي سوف يتزامن مع رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها منذ سنوات، وهو ما أنعش الأمال حول فرص اقتصادية واعدة لبلادهم.

تصريحات المسئولين الإيرانيين كانت احتفالية إلى حد كبير، بحسب الصحيفة، حيث أعرب العديد منهم عن سعادته بالوصول إلى الاتفاق النووي مع القوى الدولية الكبرى، معتبرين أن ذلك بمثابة انتصار على خصومهم في المنطقة، في إشارة إلى المملكة العربية السعودية، إلا أن أحداث السفارة الأخيرة وما ترتب عليها من أحداث دبلوماسية أعاد للمملكة اليد العليا في المنطقة.

أجندات انتخابية

الأمر لا يقتصر بأي حال من الأحوال على الشأن الدولي والإقليمي بحسب الصحيفة، ولكنه يرتبط بصورة كبيرة بالداخل الإيراني، خاصة وأن الدولة الفارسية بصدد انتخابات برلمانية في فبراير القادم، حيث سوف تشهد صراعا كبيرا بين التيار المتشدد والإصلاحيين.

وأضافت “نيويورك تايمز” أن الصراع الأخير بين المملكة وإيران سوف يكون أحد القضايا التي سوف يسعى التيار المتشدد لاستغلالها في أجندتهم الانتخابية خلال المرحلة المقبلة، وذلك لضرب حلفاء الرئيس الإيراني حسن روحاني خلال الانتخابات القادمة.

 

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.