شارك

يبدو أن الخطوات الأخيرة التي اتخذتها عدة دول بمنطقة الشرق الأوسط سواء بقطع أو تخفيض علاقتها الدبلوماسية مع إيران، يعكس بصورة كبيرة حالة من التضامن مع الموقف السعودي في أعقاب الأزمة الأخيرة التي شهدتها العلاقات السعودية الإيرانية بعد اقتحام المتظاهرين للسفارة السعودية في طهران، بحسب ما ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية.

وأضافت الصحيفة الأمريكية أن الموقف الذي اتخذته تلك الدول ربما أثار قلقا أمريكيا في ظل تداعيات مثل هذه القطيعة الدبلوماسية التي تعانيها الدولة الفارسية على العديد من الصراعات والأزمات التي تشهدها المنطقة، وعلى رأسها الصراع الأهلي في سوريا.

مخاوف خليجية

العديد من دول الخليج ربما تشارك المملكة العربية السعودية مخاوفها من الطموحات والنوايا الإيرانية تجاهها خلال المرحلة الراهنة، هكذا قالت الصحيفة، خاصة وأن الأزمة الراهنة ربما تأتي بتبعات سلبية تجاهها، وهو الأمر الذي دفعها باتخاذ إجراءات من شأنها دعم المملكة، بالإضافة إلى حماية نفسها من أية مخاطر محتملة.

وأشارت الصحيفة الأمريكية أن هناك بعض الدول الأخرى التي ربما أعلنت عن مواقف داعمة للسعودية إلا أنها في الوقت نفسه تركت الباب مفتوحا لاستئناف العلاقة مع طهران، ولعل المثال الأبرز على ذلك يتمثل في قطر التي ترتبط مع الدولة الفارسية بمصالح نفطية مشتركة، وكذلك عمان التي تسعى للاحتفاظ بحيادها في الصراع السعودي الإيراني منذ أمد بعيد.

أزمات داخلية

إلا أن الأمر لا يقتصر على منطقة الخليج، بحسب “نيويورك تايمز”، فهناك باكستان وتركيا واللذان أعلنا عن دعمهما الكامل للمملكة العربية السعودية، إلا أن أزماتهما الداخلية ربما تمنعهما من القيام بدور أكبر في الصراع الراهن.

وأشارت الصحيفة إلى أنه في الوقت الذي تواجه تركيا حربا ضد الأكراد، فإن الحكومة الباكستانية تواجه تمردا داخليا، وهو ما يعني أن تضامن تلك الدول لن يتجاوز الكلمات الداعمة لمواقف المملكة.

حرج دولي

واستطردت الصحيفة أن حالات الإدانة المتكررة من قبل العديد من القوى الدولية والإقليمية للعمل الإيراني ضد السفارة السعودية، ربما وضع النظام الإيراني في حرج دولي شديد، موضحة أن رد الفعل الدولي أعطى مؤشرا كبيرا أن التيار المتشدد في إيران ربما سوف يندم كثيرا خلال المرحلة المقبلة.

وأوضحت الصحيفة أن الصراع بين الإصلاحيين والمتشددين في إيران يدور حول قضيتين أساسيتين وهما الاتفاق مع الولايات المتحدة حول الملف النووي الإيراني، وكذلك العلاقات مع السعودية، موضحة أن الأحداث الأخيرة ربما سوف تساهم إلى حد كبير في شكل الصراع الداخلي على السلطة بالدولة الفارسية.

 

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.