شارك

منذ ما يطلق عليه “ثورات الربيع العربي”، مرورًا بالوضع في سوريا، والمشهد اليمني، والأزمة “السعودية- الإيرانية”، فقدت طهران أهم حلفائها في المنطقة، وباتوا محاصرين سياسيًا واقتصاديًا، أو هاربين دون عودة.

فالنظام الإيراني يواجه مآزق عديدة، انعكست بدورها على حلفائه، وعلى رأسهم “حزب الله” و”حماس”، فالأول أصبح على قائمة التنظيمات الإرهابية، والأخيرة تركت ايران وحيدة، وذهب خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، من جديد إلى الخليج؛ طالبًا المساعدة لحل مشاكل غزة والوقوف بجانب الحركة وتمويلهم.

كما أن الحوثيين، المدعومين من إيران، تزداد خسائرهم في اليمن يومًا بعد يوم؛ بفضل الضربات التي توجهها لهم قوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية؛ لاستعادة الشرعية اليمنية.

وفاجأت سلطنة عمان الجميع بموقفها الصادر عن خارجيتها حول الأزمة الأخيرة التي إندلعت بين طهران والرياض، على خلفية إحراق القنصلية والسفارة السعودية بإيران، عقب إعدام السعودية للمرجع الشيعي ” نمر النمر”. فعلى الرغم من العلاقات القوية في مختلف المجالات والتقارب بين عمان وإيران، إلا أن “السلطنة”- أقوى حلفاء ايران في الخليج- انحازت إلى السعودية، واصفة هذا الاعتداءبـ”غير المقبول”.

ورغم أن قطر تأخرت في إدانتها للهجوم على السفارة والقنصلية السعودية في إيران، إلا أنها عادت وانضمت إلى الدول التي اتخذت موقفًا من النظام الإيراني.

ولم يبق أمام طهران إلا الحليف الروسي، الذي يستميت للدفاع  والحفاظ على مصالحه بالمنطقة.

المحلل السياسي الفلسطيني، محمد أبو رماح، قال لـ”السعودي”، إن “حماس” أدارت ظهرها لإيران، لأنها تعلم أن معركتها خاسرة، لأن عدد كبير من قادة الحركة يقيمون في قطر، ولديهم استثمارات هناك، والحركة تتلقى تمويلًا ودعمًا ومساعدات من دول خليجية أكثر من التمويل الإيراني، وتقاربهم مع طهران سيكون على حساب دول الخليج؛ لذا فهم يلتزمون الصمت، ويهربون أي محاولة إيرانية لإقحام الحركة في الأزمة الإيرانية السعودية.

“حزب الله” فقد قوته

وشدد الخبير فى الشأن الإيراني، الدكتور علاء عواد، على أن “حزب الله”- الذراع العسكري لإيران- فقد قوته، وبات في موقف يجعله غير قادر على خوض صراع بالنيابة عن طهران، كما أن وضع عدد من قياداته على قائمة الإرهاب فى عدد من دول الخليج، وتجميد أرصدتهم، يجعله ينأى بنفسه عن الصراع السعودي الإيراني.

وقال “عواد” لـ”السعودي” إن حزب الله خسر أكثر من ألف مقاتل في سوريا حتى الآن، ما يجعله يفكر ألف مرة قبل أن يدخل في صراع يدرك عواقبه الوخيمة.

خسارة حلفاء إيران

وبدوره قال المحلل السياسي اليمني، الدكتور علاء عبد اللطيف، لـ”السعودي”، إن كل حلفاء إيران خسروا، موضحًا أن طهران دعمت الحوثيين فخسروا على يد قوات التحالف العربى خسائر فادحة وصلت إلى نحو ألف قتيل، وتدمير قدراتهم العسكرية، وعودة السلطة الشرعية إلى اليمن مرة أخرى.

نفس الحال بالنسبة لـ”الحرس الثوري الإيراني، الذي مُني بخسائر كبيرة في سوريا، وفقد عددًا من أبرز قياداته، على رأسهم حسين همدانى.

وأضاف المحلل السياسي اليمني أن قطر تخلت عن دعم إيران، ولو معنويًا، لأنها لن تكون قادرة على مواجهة الخليج وتحديدًا السعودية والإمارات.

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.