باكستان.. عين على السعودية وعين على إيران

باكستان.. عين على السعودية وعين على إيران

ترجمة - بيشوي رمزي

شارك

يبدو أن باكستان سوف تكون مضطرة للانغماس في الصراع بين إيران والمملكة العربية السعودية خلال المرحلة المقبلة، بحسب ما ذكرت مجلة “تايم” الأمريكية، خاصة بعد أن أقدمت على قطع علاقتها مع طهران في أعقاب اقتحام المتظاهرين الإيرانيين للسفارة السعودية في طهران الأسبوع الماضي.

وأضافت المجلة الأمريكية أن باكستان لديها كثافة سكانية كبيرة من السنة والشيعة على حد سواء، وهو ما يعني أنها تحتاج للتعاون مع كلا من إيران والمملكة، إلا أن الحكومة السعودية تسعى حاليا لمغازلة نظيرتها الباكستانية للحصول على دعمها في صراعها الحالي مع الدولة الفارسية.

أول زيارات العام

وأشارت المجلة إلى الزيارة التي قام بها وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بصحبة نائب ولي العهد محمد بن سلمان إلى باكستان، في مستهل زيارتهما الخارجية في هذا العام، موضحة أنهما كانا حريصان على لقاء القيادة المدنية وكذلك مجموعة من الجنرالات الأقوياء.

في أعقاب اللقاءات التي أجراها المسؤولون السعوديون، أصدر الجيش الباكستاني بيانا قال فيه أن أي تهديد للمملكة العربية السعودية سوف يؤدي إلى رد قوي وحاسم من الجانب الباكستاني، غير أن رئيس الوزراء الباكستاني تبنى لهجة أكثر اعتدالا، حيث أعرب عن استعداد بلاده للقيام بدور الوسيط في الصراع الحالي بين الرياض وطهران.

مخاوف باكستانية

وأوضحت “تايم” في تقريرها أن هناك مخاوف كبيرة في الداخل الباكستاني من تداعيات الصراع الإيراني السعودي عليها، خاصة وأن باكستان يوجد بها ثاني أكبر كثافة سكانية للسنة والشيعة في العالم، وهو ما يزيد من خطر نشوب صراع طائفي في جنوب آسيا، على غرار منطقة الشرق الأوسط.

وأضافت المجلة الأمريكية أن توقيت الصراع السعودي الإيراني في ذاته لم يخدم المصالح الباكستانية، حيث أنه جاء بعد أسابيع قليلة من اكتشاف خلية إرهابية تابعة لداعش في مدينة سيالكوت، والتي تعد أحد أكبر المدن الصناعية في باكستان، بالإضافة إلى تورط أعضاء من الحرس الثوري الإيراني في تجنيد الباكستانيين الشيعة للقتال ضد داعش في سوريا.

تعاون مثمر

باكستان تبدو بمثابة رهان المملكة السعودية في صراعها الحالي مع إيران، بحسب “تايم”، حيث أنها دولة ذو أغلبية سنية، كما أن لديها ترسانة نووية، وبالتالي يمكنها تحقيق قدرا من التوازن مع حكومة طهران، كما أنها سبق لها وأن أرسلت جنودها لحماية المملكة العربية السعودية خلال حربي الخليج الأولى والثانية.

وأضافت المجلة أن كلا البلدين سبق لهما وأن تعاونا خلال الحرب ضد الاتحاد السوفيتي في أفغانستان، كما أن المملكة قدمت الدعم عدة مرات لإنقاذ الاقتصاد الباكستاني، لعل آخرها تقديم المملكة منحة تقدر بحوالي 1.5 مليار دولار لتخفيف أزمة ميزان المدفوعات في باكستان في عام 2013.

مواقف باكستانية محتملة

هناك مخاوف سعودية من مواقف باكستانية محتملة قد لا تروق لها، هكذا تقول المجلة الأمريكية البارزة، خاصة بعد رفض البرلمان الباكستاني بالإجماع لطلب سعودي بالاشتراك في التحالف العربي الذي تقوده المملكة في اليمن، حيث أعرب الباكستانيون في ذلك الوقت عن رفضهم لفكرة الاختيار بين دعم المملكة التي تعد بمثابة الأخ لباكستان، من ناحية والجار الإيراني من ناحية أخرى.

واختتمت المجلة تقريرها بالقول بأن الأمر يبدو صعبا على الجانب الباكستاني، خاصة وأن علاقات اقتصادية قوية تربط بين باكستان وإيران في المرحلة الراهنة، موضحة أنه على مستوى الوضع الأمني في أفغانستان، فإن الحكومة الباكستانية تحتاج لدعم كلا من المملكة وإيران من أجل الوصول لاتفاق سياسي بين قادة طالبان والحكومة الأفغانية في المرحلة المقبلة.

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.