شارك

يبدو أن القطريين الذين يتطلعون لمزيد من حرية التعبير والديمقراطية في بلادهم على موعد مع خيبة أمل جديدة خلال المرحلة المقبلة، بحسب ما ذكر الكاتب الكندي ذو الأصول المصرية محمد فهمي، في ظل توقعات كبيرة بزيادة حملات القمع التي سوف يشنها النظام القطري ضد المعارضين.

وأضاف فهمي، في مقال له بصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية أن الحكم الأخير الذي صدر من قبل أحد المحاكم القطرية بإدانة الشيخ فهد بن عبد الله الثاني، إبن عم الأمير الحاكم تميم بن حمد الثاني، وسجنه سبعة سنوات يعد دليلا دامغا أن مستقبل الحريات في الإمارة الخليجية يبدو مهددا.

روايات متعارضة

وأضاف الصحفي الكندي، والذي عمل لفترة بمكتب قناة الجزيرة القطرية في القاهرة، أن السلطات القطرية وجهت اتهاما للشيخ فهد بإقتحام مركزا للشرطة في الدوحة وإطلاق النار على ثلاثة ضباط وذلك في محاولة لتحرير ابنيه المقبوض عليهم، إلا أن رواية الحكومة تختلف تماما عما قاله الشهود، والذين أكدوا ن قوات أمن الدولة القطرية هم من اقتحموا قصر الشيخ فهد، حيث أنهم اعتدوا على الشيخ وأبناءه بعنف شديد.

الخلاف بين أسرة الأمير وإبن عمه لها جذور، حيث أنها تجد جذورها في النزاع الذي نشب بين السلطات القطرية الحاكمة من جانب والشيخ فهد، منذ فترة طويلة، بحسب الصحفي ذو الأصول المصرية، على خلفية قيام الحكومة بالاستيلاء على قطعة أرض كانت مملوكة له، والتي كان قد ورثها عن عائلته.

النشاط السياسي

ولكن بالرغم جذور الخلاف بين الأمير وإبن عمه، يبقى النشاط السياسي الذي يقوم به الشيخ فهد هو السبب الرئيسي في اعتقاله والحكم عليه بحسب ما يرى قطاع كبير من النشطاء المعارضين في الإمارة الخليجية، هكذا يقول فهمي، وهو الأمر الذي وصفه محامي الشيخ فهد نجيب النعيمي بالاعتقال التعسفي.

النعيمي، والذي شغل منصب وزير العدل في الإمارة الخليجية، أصبح من أكبر معارضي النظام الحاكم في قطر، حيث دافع عن عشرات القطريين الذين عانوا كثيرا من جراء القمع الذي ترتكبه الحكومة، ولعل أبرز موكليه الشاعر القطري محمد العجمي، والذي حكم عليه بالسجن 15 عام، على خلفية قصيدة أشاد خلالها بثورات الربيع العربي وانتقد فيها الأمير.

معارضة ضعيفة

وأضاف فهمي في مقاله أن قطر، التي تمتلك ثالث أكبر احتياطي غاز طبيعي بالعالم، وأعلى دخل للفرد، تعاني كثيرا من ضعف المعارضة السياسية في داخلها، حيث تعد المعارضة القطرية هي الأضعف بين كل دول الخليج، موضحا أن النشطاء المؤيدون للديمقراطية هناك يطالبون بإنهاء حالة الحظر المفروض حاليا على الأحزاب السياسية واتحادات العمال.

وأوضح الكاتب أن عددا من المعارضين قدموا عريضة للأمير القطري السابق الشيخ حمد، لإبراز مطالبهم، حيث وقع عليها 19 مواطن، كان من بينهم الشيخ فهد، حيث طالبوا خلالها بتحقيق إصلاحات ديمقراطية واقتصادية واجتماعية.

تهميش القطريين

ولعل أهم البنود التي احتوتها العريضة القطرية كانت الاعتراض على سماح السلطات القطرية للمقيمين الأجانب بامتلاك الأراضي، خاصة وأنهم يشكلون الغالبية العظمى من سكان الإمارة، نظرا لما يسببه ذلك من ارتفاع أسعار العقارات ومزيد من التهميش الاقتصادي للسكان الأصليين.

كما طالبوا كذلك بضرورة التوقف عن دفع ملايين الدولارات لدعم مشاريع بالخارج، من بينها على سبيل المثال تكريس الملايين لدفع روتب موظفي الخدمة المدنية لحركة حماس، في حين أن الحكومة القطرية تتجاهل رفاهية مواطنيها.

ضحايا السياسة القطرية

ووصف الكاتب ذو الأصول المصرية نفسه وزملاؤه، الذين عملوا معه في مكتب قناة الجزيرة القطرية بالقاهرة، بضحايا السياسات القطرية، موضحا أنه تم القبض عليه في مصر بتهمة التامر مع جماعة الاخوان المسلمين، موضحا أن الدعم الكبير الذي قدمته الإمارة الخليجية للجماعة، باستخدام ذراعها الإعلامي، كان السبب الرئيسي في الفترة التي قضاها في السجون، والتي وصلت إلى حوالي 438 يوم.

وأضاف أن الدعم القطري للجماعة، والتي تم وضعها في قائمة التنظيمات الإرهابية في مصر والسعودية والإمارات، لم يتوقف على الجانب السياسي والإعلامي فقط ولكنه امتد أيضا للجانب المالي، حيث دفعت الحكومة القطرية حوالي ثمانية مليارات دولار لدعم حكومة الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي في عام 2012.

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.