شارك

حملت “فورين بوليسي” الولايات المتحدة الأمريكية مسؤولية التوتر وتصاعد الأزمة بين السعودية وإيران، عقب اقتحام سفارة وقنصلية المملكة في طهران، ردًا على إعدام رجل الدين الشيعي “نمر النمر”.

وقالت المجلة الأمريكية “لا يمكن لواشنطن، بأي حال من الأحوال، أن تنأى بنفسها بعيدا عن الصراع الراهن بين الرياض وطهران، والذي وصل إلى ذروته في أعقاب اقتحام محتجين إيرانيين للسفارة السعودية في طهران، وقنصليتها في مشهد الأسبوع الماضي”.

وأضافت “فورين بوليسي” أن الصراع الراهن ليس دينيًا، كما يحاول البعض تصويره، كما أنه ليس على غرار الصراعات الأخرى التي تشهدها المنطقة، والتي يصب معظمها في خانة الحروب الأهلية، ولكن الأمر يتعلق بصورة مباشرة بالاتفاق الذي عقدته القوى الدولية الكبرى، بقيادة الولايات المتحدة، مع طهران حول الملف النووي والذي تم التوقيع عليه في يوليو الماضي، ومن المقرر أن يدخل حيز النفاذ في غضون أيام.

رسالة المملكة

وأوضحت المجلة الأمريكية البارزة أن توقيت اقدام المملكة على إعدام المعارض الشيعي نمر النمر، ربما جاء بمثابة رسالة واضحة لإدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما مفادها أن السعودية غاضبة من أمريكا، وغير ملزمة بإتخاذ نفس النهج الذي تتبناه واشنطن بالتعامل الحذر مع طهران.

تحرك أمريكي مطلوب

الغضب السعودي من الولايات المتحدة ليس وليد اللحظة، بحسب المجلة، ولكنه يرجع إلى عام 2012، وذلك عندما أقدمت إدارة أوباما على فتح قنوات للحوار مع الحكومة الفارسية دون علمها، حيث خرجت التصريحات من مسئولي المملكة محذرين من تداعيات صفقة محتملة بين أمريكا وإيران، بل وهددوا بالبدء في برنامج سعودي لتخصيب اليورانيوم.

وأضاف “”فورين بوليسي”، في تقريرها، أن المملكة العربية السعودية وحلفاءها الخليجيين ربما لا يمانعون الاتفاق النووي الإيراني، حيث أعلنوا قبولهم به، إلا أن الاتفاق من وجهة نظرهم ينبغي أن يتزامن بصورة أو بأخرى مع تحرك أمريكي قوي لاحتواء السلوك الإيراني المثير للقلق في العديد من دول المنطقة، سواء في العراق أو سوريا أو البحرين أو لبنان.

المخاطرة بالاتفاق النووي

واستطردت “فورين بوليسي” قائلة إن التجاهل الأمريكي للاستفزازات الإيرانية ربما ترك وقعا سلبيا على المملكة وسياساتها في المنطقة، خاصة في سوريا واليمن، بالإضافة كذلك إلى اختبارات الصواريخ الباليستية التي أجرتها الدولة الفارسية ربما أعطى انطباعا لدى المملكة أنه لا توجد نية لدى الولايات المتحدة لترجيح كفاتها وكفة حلفاءها على حساب الغريم الفارسي.

وأضاف التقرير أن القادة السعوديين أصبحوا يشعرون بأن كلا من موسكو وطهران يعملان على تقويض مصالحها الإقليمية بالمنطقة، بينما أصبح الحليف الأمريكي ينأى بنفسه بعيدا عن الصراع خوفا من المخاطرة بالاتفاق النووي.

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.