شارك

ربما كان دخول الاتفاق النووي الإيراني حيز النفاذ، الأحد الماضي، بمثابة تتويج لأسبوع حافل بالأحداث المثيرة، والتي تمثل نقطة تحول مهمة في العلاقات بين واشنطن وطهران، لتفتح الباب أمام انهاء القطيعة بين الحكومات المتعاقبة في البلدين، دامت لأكثر من ثلاثة عقود من الزمان، لتبدأ مرحلة جديدة من التعاون، بحسب ما ذكر الكاتب الأمريكي نيكولا بيرنس.

وأضاف الكاتب الأمريكي، في مقال له بصحيفة “نيويورك تايمز الأمريكية، أن رفع العقوبات المفروضة على طهران تزامنت مع تبادل المسجونين بين البلدين لإحياء الأمل أمام مزيد من التعاون بين البلدين خلال المرحلة المقبلة.

التحدي الأكبر

إلا أن الولايات المتحدة لا ينبغي أن تنسى بأي حال من الأحوال أن إيران مازالت خصما قويا لها، حيث تقوم بدورا مناوئا للمصالح الأمريكية في كافة الصراعات بمنطقة الشرق الأوسط، بحسب الكاتب الأمريكي، وبالتالي سيكون التحدي الأكبر الذي سيواجه الرئيس الأمريكي باراك أوباما وخليفته في البيت الأبيض يتمثل فيما إذا كانت الولايات المتحدة قادرة على إيجاد قدرا من التوازن بين التعاون النووي مع طهران من جانب، وإحتواء تهديداتها كخصم من جانب أخر.

وأضاف بيرنس، والذي سبق وأن عمل كدبلوماسي في وزارة الخارجية الأمريكية، أن الاتفاق مع طهران ربما يحمل العديد من الإيجابيات على حد وصفه، من أهمها عودة إيران كلاعب رئيسي في المنطقة، وبالتالي يمكن التعاون معها لحل العديد من الصراعات في المنطقة، بالإضافة إلى احتواء الخطر النووي الإيراني، ولكن تبقى الفائدة الأهم هي عودة الدبلوماسية لتصبح الأداة المفضلة في الاستراتيجية الأمريكية.

دولة واحدة وحكومتين

ولكن بالرغم من أن الاتفاق ربما يفتح الباب أمام علاقات أمريكية إيرانية طبيعية، هكذا يقول الكاتب الأمريكي، إلا أن الطريق مازال طويلا وصعبا للغاية، في ظل وجود العديد من التحديات الكبيرة التي ستواجه الإدارة الأمريكية، موضحا أنها نفس التحديات التي سبق وأن واجهت إدارة بوش قبل عشر سنوات.

ولعل أهم هذه التحديات أن أي إدارة أمريكية سوف تتعامل مع الدولة الفارسية من خلال حكومتين، الأولى هي حكومة روحاني ووزير خارجيته جواد ظريف، والتي استطاعت الولايات المتحدة إبرام الصفقة النووية معهم، في حين أن الحكومة الثانية تتمثل في التيار المتشدد بقيادة المرشد الأعلى للثورة الإيرانية أية الله علي خامنئي.

سياسات عدوانية

وأشار الكاتب إلى السياسات الاستفزازية التي تتبناها الدولة الفارسية منذ التوقيع على الاتفاق النووي في يوليو، ولعل أبرزها اختبارات الصواريخ الباليستية، وكذلك اطلاق صواريخ بالقرب من السفن الأمريكية خلال الأشهر الماضي، موضحا أن الحرس الثوري والتيار المتشدد يتحمل مسئولية تلك السياسات تماما.

وأوضح الكاتب أن التعامل مع المعسكرين الإيرانيين المتنافسين يبدو تحديا كبيرا للإدارة الأمريكية خلال المرحلة المقبلة، موضحا أن التعاون مع إيران يعد أمرا جيدا في سبيل اختبار النوايا الإيرانية، إلا أنه من المهم أيضا أن يتم دراسة الخطوات التي ينبغي اتخاذها في الأيام المقبلة لاحتواء السياسات الإيرانية العدوانية في الشرق الأوسط.

استرضاء الحلفاء

وأشاد الكاتب الأمريكي بالعقوبات التي أعلنها الرئيس الأمريكي باراك أوباما مؤخرا ضد الحكومة الإيرانية، وذلك من جراء إقدام الدولة الفارسية على إجراء اختبارات للصواريخ الباليستية، موضحا أنها خطوة مهمة في سبيل استعادة العلاقات الأمريكية مع إسرائيل والمملكة العربية السعودية، في ظل التدهور الذي شهدته العلاقات مع تلك الدول بسبب الاتفاق مع إيران.

واختتم الكاتب مقاله بالقول بأن الولايات المتحدة ينبغي أن تقف بالمرصاد لأية محاولات إيرانية لدعم الحركات الموالية لها، وعلى رأسها حركة حماس وحزب الله، خاصة في ظل إقدام تلك الحركات على إطلاق الصواريخ على المدن الإسرائيلية.

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.