شارك

التصريحات التي أعلنها المستشار العسكري لوزير الدفاع السعودي، العميد أحمد عسيري، والتي قال فيها إن المملكة على استعداد للمشاركة في أي عمليات برية قد يتفق عليها التحالف الدولي ضد تنظيم «داعش» الإرهابي في سوريا، أثارت ردود أفعال واسعة.

فوزير الدفاع الأمريكي، أشتون كارتر، رحب بالأمر، ونقل راديو هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، الجمعة، عن كارتر قوله إنه يتطلع لمناقشة العرض مع وزير الدفاع السعودي في بروكسل الأسبوع المقبل.

بدوره أعلن الكرملين أن موسكو “تتابع باهتمام خطة السعودية”، وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، الجمعة، إن الجانب الروسي لم يتبن حتى الآن أي موقف بشأن إعلان الرياض استعدادها لإجراء عملية برية في سوريا، مشيرًا إلى أن الكرملين لا يملك حاليًّا ما يؤكد وجود مثل هذه الخطة بالفعل.

وكان «عسيري» قال، خلال لقائه بقناة «العربية»، أمس الخميس: «إذا قررت قيادات التحالف الدولي بالإجماع القيام بعمليات من هذا النوع فإن المملكة مستعدة للمشاركة في هذه الجهود».

وتأتي هذه الخطوة من جانب الرياض بعد إعلان مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، تعليق المفاوضات السورية «جنيف 3» إلى 25 فبراير الجاري.

ويبقى السؤال: ماذا تهدف السعودية من إرسال قوات برية إلى سوريا؟

بحسب محللين سياسيين، فإن السعودية تهدف بهذا الإعلان إرسال رسالة إلى النظام السوري والروسي مفادها أن حربها في اليمن لن تؤثر على دورها في الأزمة السورية، كما أن الخيارات مفتوحة لحل الأزمة بما فيها الخيار العسكري.

كما أن المملكة تؤكد من هذا الإعلان، وفق المحللين، أنها لا تزال لديها القدرة على عمل تحالفات مع واشنطن لمواجهة الإرهاب، وأيضا تريد أن تبعث برسالة ثالثة للمعارضة السورية مفادها أنها ستظل داعمة لها.

وبالإضافة إلى ما سبق، فإن الرياض تريد أن تثبت لجميع المشككين في قدرات قواتها المسلحة، أنها ستبدأ بنفسها وكأنها تدعو القوات العربية الشقيقة الانضمام إليها؛ لمواجهة خطر الإرهاب، والتنظيمات المسلحة المتطرفة، ومساندة الشعوب العربية في أزماتها.

فيما استبعد محللون آخرون إقدام السعودية على تنفيذ هذا الإعلان، مرجعين ذلك إلى أن المملكة «تهدد فقط»، أما على أرض الواقع «فلن تلجأ الرياض إلى خيار المواجهة العسكرية»، بحسب قولهم.

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.