أثار قرار المملكة السعربية السعودية بوقف دعم الجيش اللبناني عددا من التساؤلات حول الأسباب الحقيقية وراء هذا القرار، إلا أن الجميع اتفق أنه رسالة قوية لإيران وحزب الله، بسبب نفوذهما المتنامي داخل الأراضى اللبنانية، ومن ثم بدا تدخلهما في القرار السياسي اللبناني واضحا.
الدكتور أحمد السيوفي، الباحث فى الشأن الإيراني، قال لـ”السعودي”، إن أمريكا تدعم القرار السعودي، لأنها لازالت تؤمن بضرورة إيقاف الدور الإيرانى المتصاعد بالمنطقة، مشيرًا إلى أن طهران وحزب الله يمثلان خطرا على المنطقة العربية كلها، وأكد أن الفترة المقبلة ستشهد صراعات في الداخل اللبناني.
وأضاف السيوفي، أن العزاء الذي قدمه حزب الله لمصر في وفاة الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل ما هو إلا محاولة للتأثير الإعلامي، وإيهام الخليج بأنه هناك علاقات طيبة تجمع الجانبين، من أجل إفساد العلاقات المصرية الخليجية، ولكن القاهرة ليست بالسذاجة التى من الممكن أن تفتح اتصالات حالية مع إيران أو حزب الله.
وتابع “رسالة السعودية هي رسالة ليس فقط لإيران وحزب الله، بل هي رسالة لأي دولة عربية ستقوم بأى مفاوضات أو اتصالات مع طهران والحزب، حيث أن النتيجة الحتمية لهذه الفعلة سيكون وقف المساعدات الاقتصادية التي تقدمها المملكة، وأيضا وقف الاتصالات السياسية”.
السيوفي شدد على ضرورة وقف التقدم الإيراني بالمنطقة خلال المرحلة المقبلة، لافتا إلى أن طهران لن يستطيع تعويض لبنان عن الدعم السعودي، وقال “قد تعمل روسيا على دعم لبنان لمنع زيادة التوتر بالمنطقة خلال المرحلة المقبلة”.
في الوقت نفسه، قال مخلوف أبو رياض، الباحث الإماراتى إن القرار السعودي بمثابة رسالة واضحة بأن المملكة لن تسمح بعبث إيران في دول الجوار، مؤكدا أن هناك معلومات شبة مؤكدة تكشف أن طهران تدعم تدريب ميلشيات مسلحة فب لبنان تحت أيدى حزب الله للسفر إلى اليمن لخلخلة الشأن الداخلي.
وأضاف أبو رياض، بأن إيران تحاول أن تمتد لدول الجوار فى محاولة لهز تماسك دول الخليج، ولكن المملكة والإمارات عملا على مجابهة هذه التحديات، مؤكدا أن البعض في لبنان يؤيد القرار، خصوصا مع المحاولات الواضحة والمكشوفة من طهران وحزب الله لإشعال فتنة طائفية داخل الأراضى اللبنانية من جديد.
وعن الأزمة السورية، أوضح الباحث الإماراتي أن المعركة لن تصبح سوريا فقط بل ستمتد لدول أخرى كما تريد إيران في محاولة منها لهز استقرار منطقة الخليج، قائلا “أؤكد أن رفع العقوبات عن إيران سبب تجرأها في المنطقة، وعلى أمريكا أن تتحمل تبعات مواقفها الهشة بالمنطقة”.
