شارك

تعودنا على مدار سنوات طويلة، الحديث عن إسرائيل العدو الأول للمنطقة العربية بأكملها، ولكننا مؤخرًا نُلاحظ تحول الأضواء إلى إيران، لما لها من مُمارسات مُغرضة في المنطقة العربية ولاسيما منطقة دول الخليج؛ ما دفع المُتابعين والمهتمين بالشأن السياسي إلى التساؤل حول من هو العدو الحقيقي أوالأكثر خطرًا على المنطقة العربية ؟!!

الكثير من المُحللين والخبراء السياسيين يؤكدون على أن الدولتين يُشكلان خطرًا بالغًا على المنطقة بأكملها، إضافة إلى أن إيران تخدم بسياساتها تلك المصالح الإسرائيلية؛ فكلاهما يسعى لتنفيذ مخطط الشرق الأوسط الكبير، والهادف إلى تفكيك المنطقة العربية.

والجدير بالذكر أن المملكة العربية السعودية قد بدأت في إتخاذ الخطوات الصارمة تجاه المُخططات الإيرانية؛ حيث تصديها لنفوذ طهران في اليمن منذ مارس من العام الماضي، بقيادتها لقوات التحالف العربي، الذي هدف منذ لحظة تدخله العسكري الأولى باليمن، إلى تحريرها من الحوثيين والقوات الموالية للرئيس اليمني السابق، علي عبدالله صالح، ودعم الشرعية. وفيما يبدو أن المملكة تُحاول الآن إعادة السيناريو ذاته في سوريا، ولكن إختلاف المُعطيات المطروحة في ملف الأزمة السورية وغيرها من التعقيدات السياسية والإستراتيجية، ربما تدفعها لإتخاذ مسلك مُختلف. أما عن قرار السعودية بقطع المساعدات والتي تُقدر بـ4 مليار دولار عن لبنان، كعقاب لـ”حزب الله” ومواقف لبنان الأخيرة الغير داعمة لدول مجلس التعاون الخليجي بشكل عام؛ فيصفه الخبراء بالخطأ الإستراتيجي، الذي يصُب في صالح إيران بدلًا من التصدي لها.

الخبير فى الشأن الإسرائيلى الدكتور خالد سعيد، يؤكد لـ”السعودي”، أن ما يحدث في المنطقة يعكس تشابك المصالح الإيرانية الإسرائيلية ولاسيما الأمريكية؛ التي تسعد كثيرًا لمواقف إيران الأخيرة؛ فهى تستغلها كفزاعة للعرب ودول الخليج، موضحًا أن الإستخبارات الإسرائيلية تلعب دورًا قويًا في منطقة الشرق الأوسط، وأن إسرائيل ستظل العدو الأول للعرب، ولكن خطر إيران أصبح لا يختلف كثيرًا، على حد قوله.

وقال: “إيران تُوفِر على إسرائيل الكثير من الجُهد؛ عبر سعيها لتفكيك اليمن وسوريا ولبنان، ولذلك فإسرائيل تُراقب المشهد، وتتحرك عناصر الموساد بشكل كبير لتأييد ما يحدُث وتقديم العون في إنجاحه، لأن إسرائيل وإيران لديهما تفاهمات سرية، والدليل على ذلك لماذا لم تُحارب إيران إسرائيل بدلًا من الدخول في صراعات مع دول الخليج بشكل عام والمملكة بشكل خاص”.

وأضاف “سعيد” رؤيته بأن إيران وإسرائيل وجهان لعُملة واحدة.


وأشار الدكتور فكرى سليم، الخبير فى الشأن الإيراني إلى أن العامل المشترك بين إسرائيل وإيران هو أن كلتاهما دولة توسعية؛ تتطلع إلى بسط نفوذها فوق أراضى الآخرين، وتجيز لنفسها قتل السكان واحتلال البلدان.

وقال لـ”السعودي”: “إسرائيل وإيران تتشابهان كثيرًا في فكرهما المُتطرف تجاه المنطقة العربية، كما أن إيران بممُارساتها الأخيرة تلك وفرت لإسرائيل هدنة وقتية من أجل توسع استخباراتي بالمنطقة، إضافة إلى سعيها الرئيسي لزعزعة استقرار منطقة الخليج، الأمر الذي ترغب به إسرائيل، دون الإعلان عنه”.

وأكد “سليم” على أن إيران تعمل خفاءًا على أمن إسرائيل، وليس كما تُروج له حول عدائها لتل أبيب، وذلك يأتي بناءًا على مصالحها المُشتركة مع الولايات المتحدة الأمريكية.

ولذلك وصف الخبير في الشأن الإيراني أن القرار السعودي الأخير بقطع المساعدات عن لبنان، بالخطأ الإستراتيجي، موضحًا أنه يترك لبنان فريسة لطهران، على حد تعبيره.

وأضاف أن خطر إيران لا يقل خطورة عن إسرائيل بالنسبة للمنطقة العربية، فكلاهما يهدفان لإضعافها، وبالأخص المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، ومصر.

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.