شارك

بعد مناوشات وتحذيرات وشد وجذب، أغلقت وزارة الداخلية الحمساوية في قطاع “غزة” مقر جمعية الباقيات الصالحات التابعة لحركة “الصابرين” المنتمية للمذهب الشيعي، معللة ذلك بممارسة الجمعية للعمل السياسي بما يخالف القانون.

وحركة الصابرين الشيعية المنبثقة عن جماعة الجهاد الإسلامي شديدة القرب من طهران، هي من إحتكرت – حسب محللون – الدعم الإيراني في غزة، بعد توتر العلاقات بين حماس وايران، جراء تداول أنباء عن تورط الأولي في مساندة المعارضة السورية، على غير رغبة النظام الإيراني الداعم علنية لبشار الأسد، كما أن الحركة متهمة بالترويج للمذهب الشيعي في القطاع من خلال أذرع لها تتستر في منظمات مجتمع مدني.

بحثاً عن الدعم السعودي

شهدت الفترة الأخيرة خلافات شديدة حاولت كلاً من إيران وحماس إخفاءها، إلا أن الوضع انفجر كاشفاً عن صراع وصل إلى حد نفت فيه حماس أي دعم إيراني للمقاومة، في تسريب صوتي لنائب رئيس المكتب السياسي موسي أبو مرزوق.

ويري دكتور غسان حمدان الباحث العراقي المتخصص في الشأن الإيراني، أن قرار حماس أتى في سياق ترتيبات وتنسيقات بين الجانب السعودية وحركة حماس، في اطار إثبات الأخيرة وقوفها في الصف الداعم للمملكة فى مواجهتها مع طهران، مشيراً إلي أن إغلاق الجمعية هو من ضمن ترتيبات مسبقة جرت في السودان.

أما حول العلاقة بين حماس وايران فيرجح غسان انها على وشك الانقطاع لولا الخيط الوحيد المتبقي وهو بعض المساعدات، فقد صرح السفير الإيراني في بيروت ان الحكومة الإيرانية ستدفع أموالا لشراء منازل للفلسطينين التي هدمها الصهاينة، وهذا الأمر لا يمكن تنفيذه إلا بموافقة حماس أو التنسيق معها.

ويضيف الباحث العراقي أن الاتجاه الايراني يسير الى التركيز على فصائل أخرى، مثل حركة الجهاد الإسلامي وروافدها، متوقعاً أن تشهد الساحة الفلسطينية وبالتحديد قطاع غزة مشاحنات وخلافات مستقبلية بين الجهاد وحماس ربما تتطور إلى المواجهة المسلحة.

وشدد غسان علي أن القرار الحمساوي بمثابة إعلان موقف مساند للسعودية، مشيراً الى ان موقف حماس تغير كلياً، ويبدو ان الحركة فضلت التنازل عن شعاراتها كالصمود والمقاومة لتتصرف كدولة لها مصالحها وبسبب هذه المصالح تضحي بآيديولوجيتها، أو بعبارة اخرى لم تقطع حماس الخيط الاخير مع ايران لانها تأمل بالحصول على حصة من المساعدات الايرانية، ولو تأكدت حماس ان ايران لن ترسل مساعدات ستقطع الخيط الاخير.
انتهت المصلحة

أما الباحث في شئون جماعات الإسلام السياسي هشام النجار، فيري أن حماس تحاول توظيف التناقضات وتقاطع المصالح وتوظيف تسابق إيران والخليج وتركيا على الفوز بغزة لصالحها.

وأوضح النحار في حديثه مع “السعودي” ان حماس تسعي لكسب الأطراف السعودية والتركية ومساندة جماعة الإخوان فى آن واحد، حيث يرى ان تحركات حماس تجاه الكيانات الشيعية في غزة له علاقة بموقفها من تركيا، حيث غادرت حماس تقريباً المحور الشيعى للمقاومة بزعامة إيران وشراكة حزب الله، الذى كانت توظفه إيران فى الضغط على إسرائيل، لتمرير مشروعها النووى والتوسعى، وذلك بعد توقيع الإتفاق النووى والحرب السورية، الأمر الذي أنتهي بعد ان قضت طهران مصلحتها.

واضاف النجار ان وجهة وإستراتيجية حماس الجديدة، بدأت تتضح شيئاً فشيئاً فى اتجاه الشراكة الكاملة مع تركيا والإخوان، لخدمة مشروع أردوغان والإسلام السياسى فى الدول العربية لأسباب كثيرة، بعضها منهجى فكرى والآخر تنظيمى متعلق بحاجة حماس لقوى إقليمية داعمة وممولة، وهذا التحول يتطلب إجراءات منها تصفية الكيانات الشيعية التى نشطت وزاد نفوذها فى غزة فى عهد الشراكة والتحالف مع إيران. ومنها كيانات عسكرية مثل حركة ” صابرين ” ومنها جمعيات خيرية وإجتماعية، وأيضاً يأتى تطبيع تركيا للعلاقات مع إسرائيل فى هذا السياق حيث تسعى تركيا لتعزيز نفوذها وحضورها فى غزة وتمكينها من دعم وتقوية حماس هناك

ويوضح النجار ان حماس تريد بقرارها أيضاً ان تتقارب من الطرف السعودي، لتضمن داعم سني بديلاً عن ايران، خاصة بعد التوجه السعودى الحاد فى مواجهة إيران وتصنيف حزب الله منظمة إرهابية عربياً بجهود خليجية وسعودية.

وأستبعد النجار أن تبادر حماس بالصراع المسلح مع الحركات المسلحة التابعة لإيران فى غزة وعلى رأسها ” صابرين ” وأتوقع أن تجنح للحلول الوسط، مشيراً الى ان حماس نفعية براجماتية وهى تجنح عادة إلى الحلول الوسط، ولا تلجأ للقوة مع منظمات مسلحة داخل غزة إلا مضطرة كما حدث سابقاً مع السلفية الجهادية، وباشرت لاحقاً إحتواء تلك الحالة لصالحها.

إقرأ أيضاً

حماس: دعم إيران للمقاومة كذب

إيران تفقد سيطرتها على «حماس» بعد أزمتها مع السعودية

“حماس” ترفض دعم “ايران” مقابل مساندتها في مواجهة السعودية

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.