شارك

قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، اليوم الاثنين، إن الصراع الدائر في سوريا منذ خمس سنوات أوجد 2.4 مليون طفل لاجئ وقتل الكثيرين، وأدى إلى تجنيد أطفال للقتال بعضهم لا تزيد أعمارهم عن سبع سنوات.

وقالت المنظمة في تقريرها الذي يحمل عنوان “لا مكان للأطفال” إن أكثر من ثمانية ملايين طفل في سوريا والدول المجاورة يحتاجون لمساعدات إنسانية بينما تعاني خطة الاستجابة الدولية لأزمة سوريا من نقص مزمن في التمويل.

وأضاف التقرير “زاد عدد المحاصرين أو المقيمين في أماكن يصعب الوصول إليها إلى مثلي ما كان عليه في عام 2013. وأكثر من مليونين من الذين لا تصلهم المساعدات من الأطفال منهم أكثر من 200 ألف في مناطق محاصرة.”

وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من 450 ألف شخص تحت الحصار في سوريا. وتم الإبلاغ عن حالات موت جوعا هذا العام في مناطق تحاصرها قوات الحكومة والقوات المتحالفة معها قرب دمشق وفي مناطق يحاصرها مقاتلو تنظيم “داعش” في شرق البلاد.

واستمرت أعمال العنف على الرغم من التوصل إلى اتفاق هش على وقف الأعمال القتالية الشهر الماضي.

وقالت يونيسيف إن 400 طفل قتلوا في 2015. وأفاد تقرير منفصل صدر يوم الجمعة عن عدد من منظمات الإغاثة منها أوكسفام بأن بيانات الأمم المتحدة تشير إلى أن 50 ألف شخص على الأقل قتلوا منذ أبريل نيسان 2014.

وقالت يونيسيف “من الاتجاهات المثيرة للقلق الشديد تزايد تجنيد الأطفال”. وأضافت “يفيد أن هناك تشجيع من أطراف الصراع للأطفال على الانضمام للحرب، من خلال عرض الهدايا عليهم، وتخصيص رواتب تصل إلى 400 دولار شهريا.”

وتابعت أن الأطراف المتحاربة تجند الأطفال الصغار الذين لا تزيد أعمارهم بعضهم على سبعة أعوام. وأكثر من نصف الأطفال الذين جندوا في الحالات التي تحققت منها اليونيسيف في 2015 تقل أعمارهم عن 15 عاما.

وخارج سوريا ولد أكثر من 151 ألف طفل سوري في أماكن لجأ السوريون إليها. وتقول المفوضية السامية للاجئين التابعة للأمم المتحدة إن نحو 70 ألف طفل سوري لاجئ ولدوا في لبنان وحده. وهناك نحو 2.8 مليون طفل سوري في سوريا والدول المجاورة لم يلتحقوا بالمدارس. وتقول منظمات الإغاثة إن عشرات المدارس والمستشفيات هوجمت في 2015.

وقالت “يونيسيف” إن “نصف العاملين في قطاع الصحة فروا من سوريا وثلث المستشفيات فقط هي التي تعمل. كان كل طبيب يخدم نحو 600 شخص – والآن هناك طبيب واحد لكل أربعة آلاف شخص.”

وأضافت أن الدول المجاورة لسوريا تستضيف الغالبية العظمى من 4.8 مليون لاجئ سوري. وتستضيف أوروبا ثمن من تأويهم هذه الدول.

وانتقد تقرير منظمات الإغاثة الذي يحمل عنوان “تأجيج النيران” القوى العالمية ومنها روسيا وبريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا وتركيا وقطر والسعودية وإيران التي “كثفت عملها العسكري في سوريا.”

وقال التقرير “هذه الدول -التي يتعين أن تقوم بدور رئيسي في إنهاء المعاناة في سوريا- تسهم بدرجات مختلفة في هذه المعاناة نفسها.”

وتوسطت الأمم المتحدة في محادثات سلام بدأت اليوم الاثنين في جنيف سعيا لإنهاء الصراع الذي قتل أكثر من ربع مليون شخص.

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.