أحمد الجارالله: سيان… حضرت طهران في الدوحة أم لم تحضر

أحمد الجارالله: سيان… حضرت طهران في الدوحة أم لم تحضر

شارك

عندما يتفق 12 من كبار منتجي النفط في العالم على حضور اجتماع الدوحة الاسبوع المقبل لتثبيت الإنتاج عند المستوى الذي كان عليه في يناير الماضي فان حضور ايران او غيابها لن يكون له التأثير الكبير، ولهذا طالما ما يزال يفكر وزير نفطها بيجن زنغنه ان بلاده لن تلتزم بالاتفاق إلا بعد عودة الانتاج الى ما كان عليه قبل العقوبات في العام 2011، ويحدد سقف اربعة ملايين برميل، عليه أن يطيل التفكير لانه يضحك على نفسه ولا يكذب على العالم، فايران في العام 2013 كان اعلى معدل انتاج لها هو 4.3 مليون برميل يوميا، فماذا غيرت يومها بالوضع الدولي، بل ان الاسعار انخفضت نحو 60 في المئة اثناء فرض العقوبات عليها في الاعوام الثلاثة الماضية؟

الوزير المتأمل قال قبل نحو أسبوع إنه سيحضر الاجتماع “إذا كان لديه وقت”، وفي اليوم ذاته ابلغ نظيره الروسي موافقته على المشاركة بالاجتماع، اي أنه كذب على شعبه واتصل بحليفه الاكبر معلنا اذعانه، لكن فاته انه منذ اليوم وحتى يصل الانتاج الايراني الى اربعة ملايين برميل، وبعد ان تنتهي طهران من تحديث البنية التحتية المتهالكة، عندها تكون السوق قد صححت الخلل نفسها بنفسها، وثبتت الدول حصصها وعقود زبائنها، وبالتالي فان اغراق السوق بالنفط الايراني سيكون ضربا من الخيال، وهنا يفوت نظام الملالي ان نظام صدام حسين كان قد بنى شبكة هائلة ومعقدة للتهريب، ورغم ذلك لم يستطع التأثير في السوق لأن الالتزامات الدولية ليست التزامات بقالات كما يفكر نظام طهران.

اليوم، وبعد انحسار نشوة وهم الانتصار برفع العقوبات عادت الأمور الى طبيعتها وتكشفت الحقيقة العدوانية والامعان بالخروج على التعهدات الدولية لنظام الملالي الذي يعتبر انه يخوض معركة وجود مع دول الاقليم ويتوهم ايضا انه بهذا الموقف يعاقبها، فيما هو لا يعاقب الا شعبه الرازح تحت وطأة ازمة معيشية مستفحلة، لان الانتاج الايراني في افضل احواله وحتى لو وصل الى اربعة ملايين برميل يوميا لن يستطيع التأثير في دول”مجلس التعاون” المنتجة يوميا نحو 20 مليونا، وحليفته روسيا الساعية الى التخفيف من وطأة الازمة عليها والمتحمسة جدا لهذا الاجتماع تنتج وحدها 11 مليونا، فهل يتصور هذا المتفذلك ان تلك الدول ستنتظر نظامه لينهي تأملاته ويجد الوقت لحضور الاجتماعات الدولية؟

لا شك اننا نعاصر مرحلة من الجنون الجماعي في السلوك السياسي الايراني، أكان على مستوى العلاقات الدولية، أو التدخلات العسكرية والسياسية وحملات التحريض المذهبية ونبش قبور الفتن، أو حتى على مستوى الداخل حيث يمعن النظام في تعذيب شعبه جماعيا فقط لاثبات انه سينتصر في معركة أثخن هزائم فيها، أهكذا انظمة يمكن التعويل عليها في المجتمع الدولي، وهل سنسمع بعد اشهر قليلة اوباما الذي بذل اقصى جهده من اجل فك الحصار عن نظام الملالي يقول ان ذلك كان غلطة عمره، كما قال عن تدخل بلاده في ليبيا؟

نقلًا عن “السياسة” الكويتية

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.