شارك

أكد مستشار الرئيس الإيراني للشؤون العسكرية، رحيم صفوي، أن استراتيجية طهران خلال الـ20 عاماً المقبلة، هي تمكين حزب الله وبشار الأسد، بحسب “هافنتجون بوست”.

ويتزامن تصريح الجنرال صفوي، فيما يكثف النظام السوري من قصفه لمواقع المدنيين في حلب الذي أدى إلى مقتل 71 مدنياً في الأيام السبعة الأخيرة.

وبحسب وسائل إعلان إيرانية، وعد “صفوي”، الذي عمل قائداً للحرس الثوري الإيرانية، بمنع سقوط نظام بشار الأسد، ومنع تقسيم سوريا، واعتبر ذلك من الخيارات الاستراتيجية لإيران.

مستقبل الأسد

وتعد طهران مستقبل بشار الأسد وتغيير النظام في دمشق خطاً أحمر لها، وتدعم النظام السوري في ذلك الاتجاه عسكرياً ودبلوماسياً بالتحالف مع روسيا، التي تعد من أكبر الداعمين لبقاء النظام السوري.

وتعتمد الاستراتيجية الجديدة على تعزيز دعم طهران لـ”حزب الله”، بهدف الحفاظ على ثقل إيران في المنطقة، تشمل لبنان وسوريا والعراق.

وبحسب صحيفة “الشرق الأوسط”، طالب رحيم صفوي، بتعزيز دعم حزب الله في لبنان، لبلوغه “الاكتفاء الذاتي” مالياً وعسكرياً، ليصبح القوة الكبرى في لبنان، مؤكداً ضرورة تمكينه من الحفاظ على إمكانياته “تحت أي ظرف” في المشهد السياسي اللبناني.

وتعمل إيران منذ سنوات على دعم “حزب الله” ضمن استراتيجيتها للتدخل في شؤون الدول العربية.

وكانت طهران انتقدت بشدة قرار الجامعة العربية، ومجلس التعاون الخليجي، ومنظمة التعاون الإسلامي؛ بسبب اعتبار “حزب الله” منظمة إرهابية.

وتدعم إيران “حزب الله” والنظام السوري منذ سنوات، بالسلاح والمال وتدريب القوات.

تصريحات صفوي، الخميس، جاءت أثناء شرحه آفاق الاستراتيجية الإيرانية على مدى 20 سنة مقبلة في المؤتمر الوطني الجيوسياسي بطهران.
استمرار المحرقة

يأتي الإعلان عن الاستراتيجية الإيرانية في دعم رئيس النظام السوري، في الوقت الذي كثف فيه بشار الأسد من عمليات القصف على مدينة حلب، والتي اعتبرها مراقبون محرقة متعمدة لحسم المعركة في معقل المعارضة السورية.

تتعرّض مدينة حلب السورية على مدار عدة أيام لقصفٍ عنيف تشنه قوات النظام السوري، بدعم روسي، مما دفع الأمم المتحدة للتحذير من وقوع كارثة إنسانية في المدينة التي اعتبرتها واحدة من أكثر المناطق تضرراً في الصراع المندلع منذ 5 أعوام.

القصف المستمر منذ أسبوع أدى إلى سقوط أكثر من 200 قتيل، وطال معظم الأحياء الواقعة تحت سيطرة المعارضة في الجزء الشرقي من المدينة، وشمل أحياء، الصالحين والسكري، والكلاسة، وبستان القصر، والحيدرية، وباب الحديد، وتراب الغرباء، والمواصلات، وضهرة عواد، وقاضي عسكر، وباب النيرب، والحرابلة، والسكن الشبابي، وبني زيد، والأرض الحمرا، وبعيدين، وطريق الباب، والمرجة، والشعار.. وغيرها.

وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان، الجمعة، إلى أن عدد المدنيين الذين قتلوا في حلب خلال الأيام السبعة الماضية بلغ 71 قتيلاً جراء قصف قوات بشار الأسد.
هروب من الانتقال السياسي

فيما اعتبر رئيس الائتلاف السوري المعارض أنس العبدة، أن التصعيد العسكري من قبل النظام في حلب (شمال) ومناطق أخرى، يأتي “هروباً من استحقاقات تتعلق بالانتقال السياسي”.

وقال للأناضول تتعرض أحياؤها منذ أيام لقصف عنيف من قبل طيران النظام وروسيا، لم تسلم منه المستشفيات والمنشآت الصحية، وكذلك المدنيون، فضلاً عن تدهور الأوضاع الإنسانية هناك، وهو ما أعربت الأمم المتحدة عن قلقها إزاءه، واعتبرت استهداف المشافي “انتهاكاً واضحاً للقانون الدولي”.

وقال العبدة “ربما بات النظام يعتقد أن هناك استحقاقات كبرى فيما يتعلق بالانتقال السياسي وهو غير قادر عليها، لذا يقوم بعملية التفاف حول هذه الاستحقاقات، وبدعم من شريكين أساسيين هما روسيا وإيران”.

وأضاف: “الإيرانيون تواجدوا على الأرض، والميليشيات الأخرى تدخلت، وأصبحت الثورة تواجه عدداً كبيراً من الأعداء، والكتائب (المعارضة) تقاتل على جبهات كثيرة، منها النظام وحزب الله والإيرانيين والروس والتنظيمات الإرهابية كداعش، الذين يحاولون أن يهزموا الثورة، وكذلك تنظيم “ب ي د” (ذراع بي كا كا الإرهابية في سوريا) الذي يقوم بأعمال تشبه ما تقوم به الميليشات الموالية للنظام”.

وتابع: “هذا جزء من سياسية النظام في السنوات الخمس الماضية، ولكن الغريب أنه يحصل في ظل ما يتحدث عنه المجتمع الدولي عن خطة لوقف إطلاق النار”.

ضرب المجهود الدولي

في السياق ذاته، أكد على أن “ما يقوم به النظام من غارات مستمرة، واستهداف للمدنيين وأماكن تواجدهم ومواقع حيوية مثل مشاف ميدانية ومقار للدفاع المدني، توضح أن حلفاء النظام من روسيا وإيران يدعمونه بشكل كامل؛ لضرب كل المجهود الدولي في جنيف، من أجل الوصول لحل وانتقال سياسي”.

وأعرب رئيس الائتلاف عن اعتقاده في وجود تنسيق بين النظام والميليشيات المتحالفة معه، و”داعش”، و”ب ي د” من أجل حصار حلب، داعياً في هذا الصدد إلى ضرورة وجود عمل حقيقي لمنع هذا الحصار، مستطرداً “أصدقاؤنا أمام استحقاقات كبرى لدعم الفصائل والشعب السوري”.

وعن بدائل وخيارات المعارضة لمواجهة التصعيد في المدينة، أوضح بقوله “إرادة الشعب السوري أكبر خيار يمكن الاعتماد عليه في مواجهة الهجمة، وأيضاً الاعتماد على الدعم الذي يُقدم للكتائب، وهي خيارنا الحقيقي، وكذلك أصدقاؤنا الإقليميون والدوليون؛ للوقوف أمام محاولة الالتفاف حول الثورة وأهدافها ومحاولة هزيمتها”.

وذكر العبدة، أنهم طلبوا من سفراء دول “مجموعة دعم سوريا” ضرورة “وجود جدول زمني لرفع الحصار عن المناطق المحاصرة، وخطة واضحة للإفراج عن المعتقلين، واتخاذ إجراءات واضحة لمن يقوم باستمرار اختراقات الهدنة (التي بدأت في فبراير الماضي)”.

كذلك طلبت المعارضة من أولئك السفراء، وفق لعبدة، “وجود جدول زمني واضح لمفاوضات الحل السياسي، من أجل معرفة الطرف الذي يعيق المفاوضات”.

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.