شارك

يصل المبعوث الاممي ستافان دي مستورا الثلاثاء الى موسكو لاجراء مباحثات حول سبل استئناف وقف اطلاق النار في سوريا بعد عشرة ايام من المعارك العنيفة التي تتسبب بسقوط مزيد من الضحايا ولا سيما في حلب.

بعدما بحث الازمة في سوريا الاثنين في جنيف مع وزير الخارجية الاميركي جون كيري، يفترض ان يلتقي دي مستورا الثلاثاء وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على ان يتبع الاجتماع مؤتمر صحافي، وفق وزارة الخارجية الروسية.

ورعت موسكو وواشنطن وقف اطلاق النار الذي بدأ سريانه في 27 شباط/فبراير، لكنه شهد خروقات متتالية تصاعدت خطورتها منذ عشرة ايام، لا سيما في مدينة حلب، كبرى مدن شمال سوريا.

وسقط اربعة قتلى الثلاثاء واصيب حوالى خمسين شخصا بجروح في الاحياء الغربية التي يسيطر عليها النظام في المدينة المقسمة بين قوات النظام وفصائل المعارضة، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان.

في المقابل، تحدثت وكالة الانباء السورية (سانا) عن ستة قتلى و37 جريحا.

وذكرت وكالة انباء “ريا نوفوستي” الروسية ان جبهة النصرة، الفرع السوري لتنظيم القاعدة، استهدفت الحي المسيحي في حلب، واوردت حصيلة من تسعة قتلى و45 جريحا في القصف استنادا الى مصادر في المعارضة لم تحددها.

وقال المرصد ان “الفصائل الاسلامية والمقاتلة قصفت بشكل مكثف طوال الليل ثم صباح اليوم بعشرات القذائف احياء حلب الغربية”، مشيرا الى ان القصف كان لا يزال مستمرا.

ولم تسجل اي غارات جوية على الاحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة، وفق ما افاد مراسل فرانس برس والمرصد السوري.

وكانت الاحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة فصائل المعارضة شهدت الاسبوع الماضي غارات جوية مكثفة نفذتها قوات النظام واوقعت عشرات القتلى بين المدنيين واستهدفت مستشفيات واثارت تنديدا دوليا.

وسجل المرصد مقتل اكثر من 250 مدنيا بينهم نحو 50 طفلا في كل انحاء المدينة منذ بدء المعارك الاخيرة في 22 ابريل.

من جهة ثانية، قتل 13 مدنيا في غارات استهدفت الثلاثاء الرقة (شمال)، معقل تنظيم داعش في سوريا، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان الذي لم يحدد الجهة التي نفذت الغارات، الطيران الروسي او طيران التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن.

وقال المرصد ان هذه الطائرات نفذت اكثر من 35 غارة على الرقة التي لم تتعرض لقصف بهذا العنف منذ اسابيع.

آلية أفضل

ومع استمرار القتال وسقوط المزيد من الضحايا ونزوح عشرات العائلات من حلب، دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون موسكو وواشنطن الى “مضاعفة الجهود لاحياء اتفاق وقف الاعمال القتالية”.

وقال دي مستورا خلال مؤتمر صحافي مشترك مع كيري الاثنين في جنيف “يجري الاعداد لالية افضل لمراقبة وقف اطلاق النار”.

وقال كيري الذي التقى في جنيف كذلك نظيريه الاردني والسعودي، ان النزاع في سوريا بات “خارجا عن السيطرة” على جبهات عدة. وقال “سنحاول في الساعات المقبلة معرفة ما اذا كان من الممكن التوصل إلى اتفاق، ليس فقط لاعادة العمل باتفاق وقف الاعمال القتالية، بل لايجاد مسار نستطيع اعتماده” لكي لا تكون النتيجة وقفا لاطلاق النار ليوم او يومين.

وقال كيري “لذا، فان روسيا والولايات المتحدة وافقتا على وجود عدد اكبر من الموظفين في جنيف للعمل 24 ساعة يوميا على مدى سبعة ايام في الاسبوع”.

وتحادث كيري هاتفيا الاثنين مع نظيره سيرغي لافروف. واعلنت وزارة الخارجية الروسية ان الوزيرين “اتفقا على اجراءات جديدة ستتخذها موسكو وواشنطن” كرئيستين لمجموعة الدعم الدولية لسوريا، بينها الاعداد لاجتماع مقبل لهذه المجموعة.

واكد المتحدث باسم الخارجية الاميركية ستيف كيربي ان الاجتماع سيعقد “قريبا”.

واشار وزير خارجية بريطانيا فيليب هاموند الى تكثيف الجهود الدبلوماسية حول سوريا. وقال خلال زيارة الى مكسيكو، “من الضروري القيام بمبادرة جديدة في الحوار السوري حفاظا على استمراريته”.

أمل كبير

وقال هاموند “هناك امل كبير بان نحقق تقدما في الايام المقبلة. اتوقع عقد لقاءات جديدة دولية في الاسبوع المقبل”.

وتحدثت روسيا بدورها الاحد عن “مفاوضات حثيثة” لوقف المعارك في حلب، لكنها قالت انها لن تمارس ضغوطا على دمشق في هذا الاطار، الامر الذي طلبته واشنطن.

وتبرر دمشق وموسكو تكثيف العمليات بوجود جبهة النصرة، الفرع السوري لتنظيم القاعدة في المدينة، وهي من الفصائل غير المشمولة بوقف اطلاق النار الاخير، مثلها مثل تنظيم داعش.

واكد “المركز الروسي للمصالحة” الذي يواكب المصالحات في المناطق السورية، ان “الطيران الروسي والطيران السوري لم يشنا اي غارات على الفصائل المعارضة المسلحة التي اعلنت وقف اطلاق النار وابلغت عن احداثيات مواقعها” الى المندوبين الروس والاميركيين المعنيين بمراقبة وقف المعارك.

واكدت وزارة الخارجية الاميركية من جانبها الاثنين ان وقف اطلاق النار يجب ان يشمل كل سوريا وان حلب لم تكن “بتاتا” مستبعدة من مفاوضات الهدنة.

ويقول المرصد السوري لحقوق الانسان ان “اليد العليا” في مناطق المعارضة في حلب ليست ل”جبهة النصرة” على الرغم من وجود لمقاتلين منها في المنطقة، لكنها لا تسيطر على الاحياء الشرقية.

وياتي هذا التصعيد بعد انتهاء الجولة الثالثة من المفاوضات غير المباشرة بين ممثلي النظام السوري والمعارضة في 27 ابريل في جنيف والذي تخلله انسحاب الهيئة العليا للمفاوضات، الممثل الرئيسي للمعارضة احتجاجا على انتهاك الهدنة.

واوقع النزاع السوري منذ 2011 اكثر من 270 الف قتيل وخلف دمارا هائلا وادى الى نزوح نصف السكان داخل وخارج البلاد.

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.