أحمد الجميعـة: تحالف الإعلام الخليجي

أحمد الجميعـة: تحالف الإعلام الخليجي

شارك

 الخطاب الإعلامي الخليجي لا يزال (واضحاً) في رؤيته من الأحداث ومؤثراً فيها، و(أميناً) على شرف الكلمة وصيانتها من العبث والتأزيم، و(متمسكاً) بقيم وأخلاقيات الممارسة رغم حملات التضليل وترويج الأكاذيب والشائعات في المنطقة، و(متماسكاً) أمام الانفلات الإعلامي غير المسؤول لمنظمات وأحزاب ودول تريد تشويه صورة الإسلام ونشر الكراهية والتعصب والتطرف والطائفية، و(فاعلاً) بتحديث القوانين والأنظمة والتشريعات الإعلامية المشتركة بدول المجلس، و(متفاعلاً) مع مواطنيه وأمته في الدفاع عن الحقوق وقضايا الحق والعدل.

تحالف الإعلام الخليجي في هذه المرحلة الدقيقة التي تمرّ بها المنطقة لا يقل أهمية عن التحالف العسكري الذي تقوده المملكة حالياً أمام مشروع إيران الإرهابي، والمليشيات والأحزاب التي تقاتل بالنيابة عنها في أكثر من قطر عربي، وعلى رأسها حزب الله والحوثيين، حيث لا خيارات متاحة بين الأشقاء سوى التنسيق، وتوحيد الجهود، ونشر الحقائق أمام الرأي العام الدولي قبل الخليجي، والارتقاء إلى مسؤولية المواجهة والتطهير، وفضح الممارسات غير الأخلاقية للإعلام المضاد، وأهدافه، وتعرية أفكاره ومخططاته، والتصدي لمشروعه وتجاوزاته، وعدم الانسياق خلف رموزه ودعايته، والخروج من كل ذلك بمشروع عمل خليجي لا يتوقف عند ردة الفعل، بل المبادرة وصناعة الحدث، والانتقال من المعرفة إلى السلوك الإعلامي في التأثير، ومخاطبة الآخر بلغات عدة، وبناء قواعد معلومات تخاطب الجيل الجديد بوعي مسؤول، ومشاركة في حملات التنوير، والمصير الواحد.

لقد نجح اجتماع وزراء الإعلام في دول مجلس التعاون الخليجي يوم أمس في رسم خارطة طريق جديدة نحو بناء إعلامي مختلف في الرؤية والتوجه، والرغبة في التعبير الموضوعي عن الواقع، والانحياز إلى الأمن والاستقرار للمنطقة، والتفاعل الإيجابي من الأحداث، وتسمية الشواهد بمسمياتها بلا تبرير، أو تقليل، أو انقسام في المواقف، حيث بدا واضحاً من كلمة الافتتاح لوزير الثقافة والإعلام د. عادل الطريفي أن المشكلة لا تحتاج إلى تعريف، أو توضيح، وإنما بحاجة إلى عمل وتنسيق لمواجهتها، والتصدي لها، فالحقيقة نملكها، والحق معنا، ولا تستحق كل هذا التأخير في إعلانها، حيث ركّز في خطابه على حزب الله الإرهابي ودوره الإعلامي في نشر الأكاذيب والطائفية وتلوين الحقائق، والموقف من خطاب التطرف والكراهية، والارتقاء بالإعلام الخليجي الخارجي نحو تعميم الحقيقة وتشكيل الآراء التي تخدم قضايا المنطقة، وضرورة العمل المشترك للمواجهة وتوعية الجماهير، حيث شكّلت هذه الكلمة ورقة عمل أمام وزراء الإعلام الخليجيين للتأكيد على مضامينها، ورسالتها، وأهميتها في هذا التوقيت، وهو إجماع خليجي على ضرورة النهوض كفريق عمل واحد في مشروع إعلامي يتجاوز السياق الزمني للتغطية إلى سياق موضوعي للمعالجة وتداعياتها حاضراً ومستقبلاً، وتتجاوز تقييم الجهود الحالية إلى بناء شراكات مجتمعية خليجية بعيداً عن التقليدية، من خلال الاعتماد على فئة الشباب في مواقع تواصلهم، والنخب في رؤيتهم، ومراكز البحوث في نتائجهم ودراساتهم.

المهمة ليست سهلة، ولا يمكن أن نصفها بذلك، ونحن أمام مشروع إعلامي مضاد تحالفت فيه قوى الشر والفساد والإفساد، واختلطت فيه الأوراق، والحقيقة مع الرأي، والقيم مع الإيدولوجيا المنحازة والمضللة، ولم يعد أمامنا خيار سوى الوقوف صفاً واحداً -كما عبّر عن ذلك الوزير د. عادل الطريفي-، فأسوأ ما نكون عليه حين نمتلك الحقيقة ونفشل في التعبير عنها، أو التأثير فيها.

نقلًا عن “الرياض”

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.