القراءات السبع لتفجيري أنقرة..هل الفاعل “أردوغان”؟!

القراءات السبع لتفجيري أنقرة..هل الفاعل “أردوغان”؟!

مجدي سمير

شارك

شهد مطلع الأسبوع الجاري تفجيرين في تجمع شعبي كبير بالعاصمة التركية أنقرة، أسفرا حتى اللحظة عن مقتل 97 شخصا وإصابة أكثر من مائتين وخمسين أخرين، ليسجلا أكبر كارثة من حيث الخسائر البشرية الناجمة عن عمل إرهابي في تاريخ تركيا الحديث حسب وصف الإعلام التركي.

وبعرض تفاصيل تفجيري أنقرة وربطها بالتفجيرين السابقين الذين ضربا مدينتي ديار بكر وشانلي أورفا جنوب شرقي تركيا خلال الأشهر القليلة الماضية، نجد أنفسنا أمام مجموعة من التساؤلات والقراءات المختلفة لتفجيري أنقرة.

التجمعات الكردية

يتضح من سلسلة التفجيرات الأخيرة أنها جميعا استهدفت التجمعات الكبرى للأكراد ونشطاء حزب الشعوب الديمقراطية واليساريين والنقابات العمالية، أي أن المستهدف الرئيس من تلك التفجيرات هم الأكراد.

وأعرب المرشح الرئاسي السابق ورئيس حزب “الشعوب الديمقراطية” صلاح الدين دميرطاش، في تصريح صحفي عن استيائه الشديد من تكرار استهداف الأكراد في تركيا وسط ضعف أمني قد يكون متعمد حسب وصفه، موضحا تشابه الأحداث في تفجيري أنقرة وتفجيرات “ديار بكر” و”سوروج” خلال الشهور القليلة الماضية، مضيفا “معروف للجميع من هو وراء هذه التفجيرات”.

تشابه الأحداث

توالت التفجيرات المستهدفة للأكراد، بداية من تفجير “دياربكر” في 5يونيو الماضي، ثم تفجير آخر في بلدة “سوروج” بمحافظة شانلي أورفا في 20يوليو الماضي، وأخيرا تفجيري أنقرة السبت الماضي، ويتضح من تلك التفجيرات التشابه الكبير في المخطط العام والمواد المتفجرة المستخدمة وأسلوب التفجير حسبما ذكر الخبراء الأمنيين بتركيا.

“داعش” الحاضر الغائب

بادر المسؤولون الأتراك وفي مقدمتهم الرئيس رجب طيب أردوغان، كعادتهم عقب تفجيري أنقرة بتوجيه أصابع الاتهام إلى تنظيم داعش، وهو الأمر الذي طالما أنكره أردوغان ورئيس حكومته أحمد داود أوغلو، إذ أنكرا مرارا لأي وجود حقيقي للتنظيم داخل البلاد، ولكن سرعان ما يتراجعا عن ذلك عقب كل تفجير لتبرير الأحداث وامتصاص الغضب الشعبي.

1_601

مسرح العمليات

كشفت الأحداث الأخيرة عن انتقال مسرح التفجيرات داخل الأراضي التركية من مناطق الجنوب والجنوب شرق إلى العاصمة “أنقرة” التي تضم أكبر عدد من كاميرات المراقبة بالبلاد، وهو ما يعد إنذار خطير يهدد الأمن القومي.

“تسيس” أمني

تساءلت الكاتبة الصحفية المخضرمة في جريدة “بوجون” التركية نازلي إيليجاك، خلال تعليقها على حادث أنقرة، “ما الذي تنتظرونه في جو تسيَّست فيه المخابرات إلى هذه الدرجة، وتشتت فيه قوات الأمن في شعبة مكافحة الإرهاب، واتهم فيه أيدين دوغان؛ صاحب أكبر مجموعة إعلامية في البلاد بدعم حركة الخدمة التي توصف بأنها إرهابية، أو بدعم الإرهاب”.

31811189

تسهيل أمني

طرحت وكالة “جيهان” وصحيفة “زمان” التركيتين عدد من التساؤلات حول الحادث، تهدف إلى التشكك في التنظيم الأمني المسبق، مثل “كان يتم تشكيل أكثر من نقطة تفتيش أمنية في ساحات اللقاءات الجماهيرية في السنوات الماضية. أما في هذا اللقاء فلماذا تم تقليل نقاط التفتيش إلى نقطة واحدة؟”.
“لماذا لم يتم اتخاذ التدابير الأمنية في المنطقة بالرغم من وجود آلاف المواطنين في ملتقى الطرق أمام محطة القطارات الذي وقع فيه التفجير، ولماذا لم يتم اتخاذ إجراءات تجاه الأشخاص المشتبه فيهم؟”.

الانتخابات التركية

الانتخابات البرلمانية التركية قد تكون المستهدف الأول من تلك التفجيرات. وقال الكاتب الشهير علي بولاج، في إحدى مقالاته بصحيفة “زمان”، أن تعطيل الانتخابات البرلمانية يتبادر إلى الأذهان للوهلة الأولى كهدف لتلك التفجيرات، التي استهدفت الأكراد قبل يومين من الانتخابات البرلمانية الأخيرة، وتكرار المشهد مرة أخرى قبيل موعد إعادة الانتخابات في الأول من نوفمبر المقبل، قد يكون أردوغان هو الرابح الأكبر من تلك التفجيرات، خاصة في ظل تراجع شعبية حزب “العدالة والتنمية” في الشهور الأخيرة.

أقرأ أيضا

Screenshot_1

Screenshot_2

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.