شارك

 

شهادات التحرش الجنسي على قنوات التلفزيون الإيراني، ربما تقوي موقف المرأة الإيرانية، وتشجعها على كسر حالة الصمت التي تسيطر عليها، وتشجيعها على الكشف عن تجربتها مع مشكلة تسود المجتمع، ولكن على ما يبدو مازالت غير معترف بها في الداخل الإيراني، بحسب ما ذكر موقع “بي بي سي” البريطاني.

وأضاف الموقع الإخباري البارز أن شيرينا شيراني، قارئة النشرة على أحد القنوات الإيرانية الناطقة بالإنجليزية، هي أحد أبرز السيدات الرائدات في هذا الإطار، حيث كسرت التقاليد عندما تحدثت عن قيام اثنين من مديريها بالتحرش بها لفترة طويلة، بل وذهبت إلى ما هو أبعد من ذلك عندما نشرت محادثة تليفونية بينها وبين رجل، يعتقد أنه مديرها ويدعى حميد رضا عمادي، والذي كان يطالبها بـ”أمور جنسية”.

وعلى الرغم من نفي “العمادي” لما نسب له من تسجيلات صوتية، إلا أن قناة “بريس تي في” الإيرانية أصدرت قرارا بوقفه مع أحد الموظفين الآخرين، وهي الخطوة التي اعتبرها قطاع كبير من المتابعين بأنها غير مسبوقة، حيث أوضحت القناة في بيان لها أن الملف الصوتي ربما يكون غير مقبول من الناحية القانونية، إلا ان القضية تبدو خطيرة وينبغي التحقيق فيها من قبل أحد اللجان المعنية.

وأضاف البيان الصادر عن القناة أن الملف المنشور قد تم تجهيزه بواسطه معارضين للنظام الحاكم في طهران، وأن هناك دوافع سياسية وراء نشره بهدف تشويه الحكومة الإيرانية، موضحا أنه كان ينبغي على الشخص المتضرر أن يتخذ الطرق القانونية قبل النشر على الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي.

إلا أن “شيراني” أكدت، من جانبها، أن فكرة الشكوى ليست مقبوله من جانبها لأن من ينبغى أن تقدم لهم الشكوى هم إما سيكونوا من المتهمين أو على الأقل ممن سوف يناصرونهم.

تقول “شيراني”، في تصريحات أبرزها الموقع البريطاني، أنه “في مجتمع مثل إيران، إذا لم تكن لديك علاقات مع أناس أقوياء من أصحاب النفوذ، فهذا يعني أنك لن تحصل على أي حقوق، كما أن المرأة المطلقة لا تعني أي قيمة بالنسبة للمجتمع.”

وأضافت أن مسألة التحرش الجنسي لم يكن سوى جزء من مضايقات أوسع وأكبر تعرضت لها طيلة عملها في الصحافة التلفزيونية.

وتابعت “لم ينظر لي أحدهم يوما ما بصورة مهنية، بل على العكس كانت النظرة الجنسية دائما ما تهيمن على نظراتهم وتصرفاتهم معي.” وأوضحت أن الإعلام سواء في التلفزيون أو الصحافة لم توفر يوما ما منبر لمناقشة مثل هذه القضية الشائكة، الأمر الذي توفر بصورة كبيرة بفضل ظهور وسائل التواصل الاجتماعي.

وقال الموقع البريطاني أن “التحرش هو الواقع اليوم في حياة أغلب الفتيات الإيرانيات”، مضيفا أن “التحرش ليس نوعا من الغزل لكنه أقرب إلى نوع من الصيد، حيث تتحول العاصمة طهران إلى ساحة صيد، بينما تكون الأسلحة هي العبارات والكلمات التي يتم توجيهها للفتيات، ولا تقتصر المسألة على الإيرانيات اللاتي يرتدين ملابسهن على الطريقة الغربية، ولكنها تمتد إلى الأخريات الملتزمات بالزي الإيراني التقليدي”.

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.