«المناضلون الأحرار» بلبنان.. انشقاق جديد عن التيار الوطني الحر 

«المناضلون الأحرار» بلبنان.. انشقاق جديد عن التيار الوطني الحر 

وكالة اﻹعلام العربي

شارك

 

حركة سياسية جديدة يستعد ضباط وعسكريون متقاعدون في الجيش اللبناني لإطلاقها، أطلقوا عليها تسمية «المناضلين الأحرار». المؤسّسون يؤكدون أن حركتهم غير موجّهة ضدّ أيّ من الأطراف السياسية، بل هي «صرخة ولدت من رحم معاناة الناس».

 

هي الصدفة ربّما التي جعلت العميد المتقاعد جورج نادر يُطلق تسمية «المناضلين الأحرار» على الحركة التي أسّسها مع مجموعة من العسكريين المتقاعدين. صدفة تعيدنا إلى عام 1958، حين توحّدت مجموعة من العسكريين المصريين حول تنظيم «حركة الضباط الأحرار» بقيادة جمال عبد الناصر، قبل أن يرأسها اللواء محمد نجيب.

 

أهداف الحركة اللبنانية لا تتلاقى مع نظيرتها المصرية، وإن تشابهت التسميات وخلفيات المؤسّسين العسكرية. نتج من الحركة المصريّة «ثورة 23 يوليو تموز». أما في لبنان، فهدف الحركة الأقصى هو «تأسيس تيار تقدمي علماني غير مرتبط بشخص؛ نحن مجموعة تجمعنا فكرة الوطن النهائي». في الطابق السابع من إحدى بنايات منطقة الدورة ــ بيروت، يقع مقرّ «المناضلين الأحرار». المكتب الفسيح لا يزال متواضعاً، فالتجهيزات الأساسيّة لم تتوافر بعد.

 

يتوالى وصول «العناصر» تباعاً. ورغم أنهم يُصرّون على أنهم يستقطبون أفراداً ينتمون الى معظم الأحزاب اللبنانية، حتى تلك اليسارية، إلا أنّ معظم الوجوه هي من المغضوب عليها في «التيار الوطني الحرّ». كوادر مزقوا بطاقاتهم أو طردوا بسبب توجيههم انتقادات طالت انتخابات «التيار» الداخلية، ومسؤولون سابقون في المؤسسات الاعلامية البرتقالية، يسيطرون على المشهد العام في المكتب، إضافة الى حضور عدد من ناشطي الحراك للاجتماع مع العميد نادر.

 

الباب مُشرّع لجميع الزائرين. لا وجود لأي إجراءات أمنية هنا. لحظات ويدخل نادر، فيقوم الموجودون عن كراسيهم لاستقبال «الجنرال». الرجل الذي لا يردّ وسيلة إعلامية خائبة منذ تاريخ تقاعده، يُفضّل عدم الإسهاب في الحديث عن حركته. «نحن حركة وُلدت من رحم معاناة الناس ومن تعبهم»، يختصر نادر.

 

يوضح أنه لا يعمل وحده، «بل مع مجموعة من الضباط المتقاعدين والعسكر، الأسماء محترمة ومعروفة». وذكرت «الأخبار» أن من بين الأسماء العمداء المتقاعدين: أنطوان أبي سمرا، شارل شيخاني، حنا المقدسي، حنا مسعود، خليل ابراهيم، حسن كريم، غسان عز الدين، حليم فغالي وزياد ابراهيم.

 

«الحركة» لا تزال في مرحلتها التأسيسية، لذلك «ما رح كفّي أكتر من هيك»، يقول نادر مُختتماً الحديث معه ومُنسحباً للاجتماع مع أحد رجال الأعمال أتى حتى «أعرض عليكم أفكاري التي بإمكانكم الاستفادة منها»، فيما يتولّى أعضاء «الحركة» الشرح أكثر عن أهدافها وعملها.

 

النقاش بين الموجودين يدور في معظمه حول «وضع المسيحيين في الدولة»، فيبرز الحديث حول أهمية أن ينخرط هؤلاء في صفوف الجيش، ويُطرح سؤال: «ماذا فعلت المؤسسات والأحزاب والكنيسة من أجل أن يبقى هؤلاء في أرضهم؟ يُعدّ هذا أحد أهدافنا لأننا بلد يقوم على التوازنات». وهذا لا يعني أن «خطابنا طائفي، فنحن لا نطالب بحقوق المسيحيين أو غيرهم. الحقوق تتأمن في الدولة وعبر تطبيق القانون»، إضافةً الى أنّه لا أحد «يحمي المسيحي سوى الخطاب العلماني».

 

وفي عزّ الأزمات السياسية، يؤكدون أن مكانهم محفوظ: «لم نفتح باب الانتساب بعد، وأصبحنا قرابة 800 عضو. لا شيء يمنعنا من المحاولة». يؤكدون أنّ «الخلافات مع التيار الوطني الحرّ ليست هي السبب وراء تجمعهم، وإلا لكنا انتسبنا الى حزب اللواء عصام أبو جمرة. نحن حافظنا على علاقاتنا الجيدة مع العونيين». كما يؤكدون: «مش هاجمين على صحون غيرنا. نريد استقطاب حزب الكنبة، أي الناس غير المسيّسة».

 

أمّا بالنسبة إلى تصدّر نادر كادر المشهد، وكأنه كان يستعد لخوض غمار العمل السياسي ما إن يخلع بزته العسكرية، فيبدون جازمين: «نحن الذين أقنعناه بأن يكون معنا بعد أن لاحظنا الاهتراء في الشارع المسيحي خاصة واللبناني عامة». الانتقادات توجه الى «الأحزاب التي تهترئ أمام مؤسّسيها». والسهم الأول يصيب التيار العوني «لأنه يهمنا أكثر من غيره. عون كان حلمنا». الاحترام لشخص «الجنرال» لا يزال يهيمن على حديث هؤلاء «ولا نرضى بأن يتهجّم عليه أحد، ولكن للأسف الحلم ضاع لأنه لم يُطبّق أيّ من مبادئه: محاربة الاقطاع السياسي، وضرب الفساد».

 

بعيداً عن مركز «الدورة»، الحديث عن «المناضلين الأحرار» يترددّ في مكاتب ضباط حاليين وسابقين في الجيش اللبناني، خاصة الناقمين على عمل عون، تواصل معهم مؤسّسوها من أجل توسيع بيكار عملهم: «الخميرة نظيفة وجيدة. أبلغناهم أننا مستعدون للتعاون معهم ما دام توجه النشاطات وطنياً وليس سياسياً». يرتاح هؤلاء إلى فكرة أن «الحركة» لا تحظى بغطاء «سياسي وهي غير مرتبطة بحزب أو تيار». وهم يحسمون عدم تحول هؤلاء الى مجموعة أخرى من أنصار الجيش أو «استخبارات بلباس مدنيّ».

 

«رفاق السلاح» يقولون إنه «حرام» ربط توقيت إطلاق «الحركة» بتلميح العميد المتقاعد شامل روكز أنه سيعمل في السياسة، «بدأوا عملهم قبل حوالي 4 أو 5 أشهر». إلا أنّ ذلك لا يعني غياب الملاحظات، وهي حتى الساعة اثنتان: «سجلنا تحفظنا حول التسمية، والثانية المموّلون الذين يُعدّ أبرزهم رجل الأعمال والمرشح إلى النيابة في كسروان نعمة إفرام».

 

هي الشعارات الرنانة نفسها تتكرر في كلّ مرّة تسعى مجموعة من الأشخاص إلى حجز موقع سياسي. الثقة بالنفس تُسيطر على حديث «المناضلين الأحرار» بأن «ملعبهم واسع». هم يستعدون لعقد خلوة في 13 و14 تشرين الثاني، على أن يُعلن إطلاق الحركة رسمياً. أبعد من ذلك، الصورة لم تتوضح بعد، «لا نعرف من نكون، فنحن لم نضع بعد بنود نظامنا الداخلي ولم نخطّ وثيقتنا السياسيّة».

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.