«تصفية حسابات» بين «أمراء الحرب» في الجنوب السوري

«تصفية حسابات» بين «أمراء الحرب» في الجنوب السوري

وكالة الإعلام العربي

شارك

 

ألقت ظاهرة الاغتيالات والفلتان الأمني التي تعيشها المنطقة الجنوبية من سوريا بظلالها على حياة المواطنين، حتى أصبحت الشغل الشاغل للناس وحديث الشارع هناك، الذي بدأ يطالب ويرفع الصوت عاليًا لوقف عمليات القتل، باعتبارها دخيلة على مجتمع، كان ولا يزال يحافظ على علاقات المحبة والتآلف والتعاليم الدينية السمحة، التي ترفض مثل هذه الممارسات وتعاقب مرتكبيها بأشد العقوبات.

 

ففي حين يرى فريق أن هذه الاغتيالات، هي تصفية حسابات بين أمراء الحرب ونزاع على النفوذ؛ يرى فريق آخر أنها من عمل النظام وخلاياه النائمة، وتهدف إلى التخلص من بعض القادة الميدانيين والناشطين الإعلاميين؛ لدب الفرقة في صفوف فصائل المعارضة، وإشغالها بمعارك جانبية تحيدها عن هدفها الأساسي وتخفف الضغوط على قوات النظام في المواقع العسكرية، والتي استغلت انشغال الفصائل بهذه القضايا، وبدأت تعيد ترتيب نفسها، وتعزز وتحشد قواتها لاستعادة بعض المناطق والمواقع الاستراتيجية، التي خسرتها على مدى أكثر من سنتين.

 

والملفت للنظر في تنفيذ هذه الأعمال أنها تتم بشكل منظم وبحرفية عالية، الأمر الذي يتطلب زيادة الحرص وتدريب عناصر تستطيع العمل لمواجهة هذه الأعمال والتحديات التي تهدف أيضاً إلى التأثير على الحاضنة الشعبية للجيش الحر، ومحاولة إظهاره بأنه غير قادر على تكريس الأمن في المناطق التي تقع تحت نفوذه.

 

وقد شهدت محافظة “درعا”، خلال الفترة الماضية من عمر الثورة السورية عدة اغتيالات، ومحاولات اغتيال فاشلة، طالت عدداً من القادة العسكريين والإعلاميين، أبرزهم المقدم نجم أبو المجد، وأبو علي العبود، وعبد الرحيم الزعبي، وأبو كنان الشريف، والنقيب إياد قدور، وفراس البدوي، والعقيد راتب طرشان الحريري، ومحمد موسى الزعبي، وياسر الخلف، والإعلامي أحمد المسالمة، ومحمد الحشيش، ومنتصر أبو نبوت، وغيرهم كثر.

 

ويجمع بين هؤلاء أنهم من صفوف الجيش السوري الحر والفصائل الثورية الأخرى، الذين خاضوا معظم المعارك في الجنوب السوري، وأبلوا بلاءً حسناً فيها، وحققوا إنجازات ميدانية كبيرة.

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.