عبدالعزيز الخميس: الحرية الخرقاء

عبدالعزيز الخميس: الحرية الخرقاء

شارك

خلال أيام قليلة تم إيقاف عديد من رموز الإخوان السروريين، لأسباب تراوحت بين إقلال السلم الأهلي، والتهجم والإفتراء على الغير، والتحريض على العنف ووصم مسؤولين بما يعف اللسان عن ذكره.

بالطبع تنادت الأقلام الإخوانية لنصرة الموقوفين، وساعدهم من يرى أن ذلك هجوما وخرقا لحرية التعبير، وتعسفا في استخدام السلطة.

كنت سأقبل بهذه الإدعاءات لو أنها كانت ضد من يطالب بالحريات، ويقف مع الشعب في الحصول على أبسط حقوقه، لكن من المعيب أن ينبرى بعضهم كي يدافع وبضراوة عن من يريد إيقاف عجلة الإصلاح، ومن يعمل ليل نهار بقلمه ولسانه ضد حصول مواطنيه على حقوقهم، من ينهج لسيادة منطق التعسف واستغلال السلطة الدينية في سعي محموم لحرمان قطاع مهم من مجتمعنا من حقوق مهمة.

هؤلاء لو كان في أيديهم سلطة، لفعلوا بالشعب ما فعلته تنظيماتهم محدودة القوة، فكيف لو سيطروا على مفاصل السلطة.

بالله عليكم، كيف ندافع عن حرية من يريد تكبيلنا بالأغلال؟. كيف نقف مع من يروّج بيننا الإرهاب والتطرف والتشدد، ومن يقود الرأي العام للقبول بأن يقع تحت تأثير غياب الحقوق ومن يريد لنا مصيرا أسودا، ومن يواجه العالم بقلب أسود لا عقل أذكى؟.

من أبسط مواقف الدفاع عن المعتقلين، أن تقف مع من يشيع ثقافة التسامح والسلام، لا أن تدافع عن من يريد قتلك وحرمانك من حقوقك، لذا من المثير للسخرية أن ترى منظمات وشخصيات تعلن حملات حقوقية لمساعدة إرهابيين ومتشددين ومتطرفين في الخروج لبث رسائلهم الحاقدة والمخيفة.

ولعل منظمة الكرامة وحملة “فكوا العاني” ناهيك عن حملات منظمات غربية جاهلة وغبية ترى في الإرهابي معتقل رأي.

وهنا من المناسب أن نرفع صوتنا لنسأل الإخوة في قطر عن المنظمة التي يديرها مواطنها عبد الرحمن بن عمير والتي تدافع عن المتطرفين في السعودية، هل هذا مقبولا عند السلطة القطرية؟، وهل استعمال بن عمير ضدنا أمر يصب في صالح التعاون الخليجي وهو من هو بقرارات أممية تصمه بالإرهاب؟.

عودة لموضوع إيقاف المتطرفين، نقولها بصدق وتصالح مع أنفسنا دون السعي لأرضاء أي نظام: لا حرية لأعداء الحرية، وسينطلق مجتمعنا نحو حريات مسؤولة وبتضامن مع قيادته ووقوف صلب ورائها، ولن تضرنا الأصوات المستغلة والمنتفعة من سيادة التشدد في مجتمعنا الحر.

هناك شباب وثاب ينتظر دوره في البناء، ولن يوقفه سادة الكراهية ومعلمي الحقد وشيوخ التطرف وباعة الأحلام.

 

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.