شارك

الولايات المتحدة كانت دائما ما تعرب عن حرصها على دعم المملكة العربية السعودية، حيث أنها غالبا ما كانت تصفها وحلفاءها السنة في منطقة الشرق الأوسط بـ”الأصدقاء”، حيث كانت واشنطن دائما ما تمنح الأفضلية للسعوديين على حساب إيران منذ ما قبل سقوط الشاة، والذي كان أحد أهم وأبرز حلفاء أمريكا في المنطقة، بحسب ما ذكر موقع “ناشيونال انترست” الأمريكي.

وأضاف الموقع الأمريكي البارز أن الميل الأمريكي للمملكة وحلفاءها في المنطقة اتجه بصورة كبيرة نحو المملكة منذ إسقاط الشاة في أعقاب الثورة الإسلامية في طهران عام 1979، وربما تكون أسباب ذلك معروفة وواضحة في ظل السياسات الإيرانية التي استهدفت المصالح الأمريكية في المنطقة، والتي برزت في احتجاز الدبلوماسيين الأمريكيين في طهران في عهد الرئيس الأمريكي جيمي كارتر، بالإضافة إلى استهداف القوات الأمريكية في دول عدة بالمنطقة من بينها لبنان عام 1983 والمملكة العربية السعودية في عام 1996.

الرصيد الحقوقي

وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة تمكنت من الوصول للاتفاق بين الدولة الفارسية والقوى الدولية الكبرى حول ملفها النووي المثير للجدل، في يوليو الماضي، إلا أن الانحياز الأمريكي مازال للمملكة العربية السعودية، على حساب خصمها الإقليمي اللدود، بحسب الموقع الأمريكي، وهو الأمر الذي يثير التساؤلات حول ماهية الرؤية الأمريكية للمملكة.

ربما يكون العداء الأمريكي لطهران مفهوم، ولكن ليس للولايات المتحدة أسباب منطقية تدفعها للانحياز للسعودية، بحسب الموقع الأمريكي، على الرغم من الدور النفطي الكبير الذي تلعبه المملكة في سوق الطاقة العالمية، هكذا يزعم “ناشيونال إنترست”، في ظل رصيد الحكومة السعودية غير المقبول فيما يخص مسألة حقوق الإنسان.

الأمن الأمريكي

وأضاف الموقع، المهتم بالشئون السياسية والدولية، أن الأمر لا يقتصر على الداخل السعودي، حيث قامت الرياض بالعديد من الأعمال التي تهدف في الأساس لتقويض الأمن الأمريكي، فالمملكة قامت بالتمويل ولتعاون مع المخابرات الباكستانية، في أفغانستان، وتزويدهم بالسلاح، وذلك إبان الصراع ضد الاحتلال السوفيتي لأفغانستان في الثمانينات من القرن الماضي، وهو الأمر الذي مثل تهديدا كبيرا للمصالح الأمريكية سواء في المنطقة أو حتى داخل الأراضي الأمريكية نفسها.

إضافة إلى اتهام 16 سعوديا كانوا بين الـ19 شخصا ارتكبوا أحداث الحادي عشر من سبتمير منذ ما يقرب من 15 عام.

رأس حربة

وأوضح “ناشيونال انترست” أنه بالرغم من ذلك فإن الولايات المتحدة قدمت الدعم للسياسات السعودية في المنطقة، ولعل أبرز الأمثلة على ذلك الموقف الأمريكي الداعم، من الجانب اللوجيستي والاستخباراتي، للعمليات العسكرية التي قادتها المملكة ضد معاقل الحوثيين في اليمن، بالإضافة كذلك للمباركة الأمريكية للمبادرة السعودية التركية بالتدخل البري في سوريا، وهو ما يعني استمرار السياسات الأمريكية التي بدأت منذ إسقاط شاة إيران والتي تفترض أن إيران هي العدو بينما السعودية هي الصديق.

إلا أن الولايات الأمريكية ربما ينبغي أن تنظر إلى الأمر بصورة مختلفة، بحسب الموقع، فعلى الرغم من أن النظام الديني الحاكم في طهران مازال ينظر للولايات المتحدة باعتبارها “الشيطان الأعظم”، إلا أنها ربما ينبغي الاستعانة كرأس حربة مهم في الحرب الحالية ضد تنظيم داعش الإرهابي.

واختتم الموقع تقريره بالقول بأنه لا توجد هناك حاجة للتدليل على الدور السلبي والسيء الذي لعبته طهران طيلة تاريخها لتقويض المصالح الأمريكية، ولكن الرياض لم تكن بأي حال من الأحوال أقل سوءا من وجهة نظر المصالح الأمريكية، وبالتالي فينبغي على الإدارة الأمريكية إعادة هيكلة تحالفاتها خلال المرحلة المقبلة.

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.