نجود العتيبي: القصبي والصحويين

شنت أحد التيارات الدينيه رمضان الماضي هجومًا لاذعًا، ذو نفس متطرف على الفنان ناصر القصبي، عندما تم عرض أحد حلقات برنامجه الشهير “سيلفي”، والتي تتحدث عن الإرهاب والقتل بإسم الدين.

‏لخص القصبي حلقته في أب مكلوم ذهب لمناطق الصراع لإستعاده ابنه من أحضان الجماعات المتطرفه والعوده إلى وطنه وحدث مالم يكن بالحسبان، حينما قتل الولد أبوه، مثلما جسد القصبي القصه كما شاهدناها.

‏هجوم التيار المتطرف على القصبي حينها مبرر فالممثل القدير اقتحم عش الدبابير فتم تكفيره من على منابر تويتر، ومنابر المساجد أيضًا، ووُصف بأبشع الأوصاف حينها عندما جسد حقيقة أغلب من يمتلكون ماضي شنيع، حتى ولو ادعوا أنهم تابوا وامتطوا صهوة التدين، بعدما جسد حلقة تتحدث عن الغناء والآلات الموسيقية.

‏

نقل القصبي الواقع بحذافيره، وهذا الذي أزعجهم وجعلهم يستنفرون في كل مكان لأن الفن سلط الضوء على مكامن الخلل بكل صراحه وشجاعة، وربما سيٌسحب البساط من تحت أقدام التيارات الدينية، وهذا ماجعلهم أيضًا يرعدون من خلال التواصل الاجتماعي ومنابر الجمعه.

‏لقاء الملك سلمان بالمثقفين ليس بغريب فقد عُرف عنه حفظه الله منذ أن كان أميرًا للرياض حرصه على الاجتماع بكل المثقفين من جميع الاتجاهات، وكان حفظه الله دائمًا ما يتحدث للمثقفين أن يجعلوا الدين والوطن نُصب أعينهم وأن يخافوا الله قبل أن يخافوا المسؤولين، وهذه رسالته وتوجهه منذ القدم فلا غرابة عندما يستضيفهم الآن، وقد أصبح ملكًا لهذه البلاد المباركة.

‏لقاء القصبي بالملك سلمان تخلله بكل تأكيد شكر عميق من الملك للفنان، وبكل تأكيد فإن الملك شاهد حلقات القصبي.. والذي يعرف شخصية الملك سلمان؛ يعرف تمامًا أنه يُتابع كل ما يُنشر عبر الصحف و التليفزيون، لذلك أتمنى أن أعرف ردة فعل من كان يُكفر القصبي يومًا ما، ويصفه بأبشع الأوصاف؛ بل ويطالب سلمان الحزم بعقابه؛ أقول أتمنى أن أشاهد رد الفعل عندما يُرى القصبي، وهو يُعانق سلمان الثقافه بكل حٌب.