شارك

النزلاء يحصلون على كروت ممغنطة لفتح غرفهم، بالإضافة إلى ثلاث وجيات يومية، كما يقيمون في أجنحة فخمة، بها شاشات تليفزيونية بأحجام كبيرة، بالإضافة إلى أسرة كبيرة واسعة، هكذا استهلت صحيفة “نيويورك تايمز” تقريرها عن السجون السعودية المختصة بإعادة تأهيل المتطرفين في السعودية، حيث تسمى تلك الغرف هناك باسم المنزل العائلي.

وقالت الصحيفة الأمريكية إن تلك السجون لا تختلف كثيرا عن الفنادق العصرية، ولكن يبقى الاختلاف متمثلا في غياب النوافذ، بالإضافة إلى وجود أسوار عالية تحيط بالمكان من كل اتجاه، بالإضافة إلى خضوعه لحراسة أمنية مشددة، إلا أن تصميمه يهدف في الأساس إلى توفير كل سبل الراحة للجهاديين المقبوض عليهم، في حالة حسن سلوكهم، وذلك لفتح الباب أمام إعادة تأهيلهم ليكونوا قادرين على التواصل مع المجتمع من جديد.

وأوضحت أن المملكة تقدم هذا الدعم للسعوديين الذين شاركوا في هجمات ارهابية خارج البلاد، حيث تنظر إليهم السلطات السعودية باعتبارهم مواطنين ضالين، بالتالي فهم يحتاجون بالأساس إلى إعادة تأهيلهم من جديد وإعادة تصحيح أفكارهم تمهيدا لعودتهم إلى المجتمع كمواطنين صالحين، من خلال برامج مخصصة لذلك يتم تطبيقها على السجناء.

يقول أحد المواطنين السعوديين، والذي أطلق على اسمه “أبو نواف” كاسم مستعار لدواع أمنية، أن هذه السجون يوجد بها مرتكبي كل أنواع الإرهاب، إلا أن الأمر الذي ينبغي أن يكون واضحا هو أن السجن لا يهدف إلى معاقبة شخص ليرحل بعد قضاء فترة عقوبته ويصير أكثر خطورة في المستقبل على نفسه وعلى المجتمع، وإنما يجب أن يكون العمل على تأهيل الشخص ليكون مواطن صالح، لأن ذلك أكثر إفادة سواء لنفسه أو للمجتمع.

المبنى يقع عند أطراف الصحراء دون أي علامات استثنائية، هكذا تقول الصحيفة الأمريكية سجن “الحاير” المتواجد في جنوب العاصمة السعودية الرياض، حيث يحيطه سوران عاليان، حيث يوجد به حوالي 1700 سجين يقيمون في عنابر متصلة ببعضها بممرات بيضاء، في حين أن البوابات والأكشاك المتواجدة داخل السجن فهي أرجوانية اللون.

يقول أبو نواف إن السجناء لا يجدون فقط معاملة جيدة وحياة مريحة داخل سجونهم، ولكنهم يحصلون أيضا منحة شهرية تعادل 400 دولار، وفي حالة المناسبات، كزفاف أحد أقربائه، فيتم إطلاق سراحه مؤقتا مع الحصول على مبلغ يزيد عن 2600 دولار لتمكينه من تقديم هدية أثناء حضوره للمناسبة.

وأضافت “نيويورك تايمز” والتي قامت بجولة في السجن المذكور، أن الزيارات العائلية للسجناء مؤمنة تماما، حيث يسمح لأقارب السجين بزيارته، فالزوجة يسمح لها بزيارة زوجها السجين مرة شهريا، ولو كان السجين متزوج بأربعة سيدات يسمح للسجين بزيارة من أحد زوجاته أسبوعيا، موضحة أن الأمر لا يقتصر على أولئك الذين يقضون عقوبة السجن، ولكنه يمتد ليشمل أولئك المدانين والمحكوم عليهم بأحكام إعدام.

الأمر ربما لا يتوقف عند هذا الحد، بحسب ما ذكرت الصحيفة الأمريكية البارزة، حيث أن السجن يقع على مقربة من فرع مركز الأمير محمد بن نايف للعناية والمشورة، والذي يضم أطباء نفسيين ورجال دين يحاولون إبعاد السجناء عن الأفكار المتطرفة وتوجيههم نحو أفكار الشريعة الإسلامية الصحيحة، حيث يخضع السجناء الذي يصلون حديثا للسجن لبرامج تأهيلية أخرى للتقويم النفسي لتحديد الأسباب التي دفعتهم نحو التطرف

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.