شارك

“الوعود الإيرانية بوقف أنشطتها النووية ربما تنهار أسرع من تلك الوعود التي تقطعها كوريا الشمالية”، وفق صحيفة “نيويورك بوست”، في ظل الصور الأخيرة التي التقطتها الأقمار الصناعية والتي تثبت أن الدولة الفارسية مازالت تقوم بالعديد من الأنشطة التي تهدف لتطوير ترسانتها النووية في عدة مناطق.

وقالت الصحيفة الأمريكية إن الاتفاق النووي الذي عقدته إيران مع القوى الدولية دفع الحكومة الفارسية لإخراج كميات كبيرة من اليورانيوم المخصب إلى خارج أراضيها، وكذلك إغلاق مصنعا للبلوتنيوم، إلا أنها نقلت أنشطتها النووية في مجمع بارشين العسكري، والذي يخرج عن إطار مراقبة الأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها.

رضوخ أمريكي

وأوضحت الصحيفة أن منطقة بارشين الإيرانية كانت أحد القضايا الجدلية خلال المفاوضات التي تمت بين إيران والغرب، إذ أراد المسؤولون الغربيون أن يسمح لهم بالوصول إلى هناك للتفتيش إلا أن الحكومة الإيرانية رفضت ذلك رفضا قاطعا على اعتبار أن المنطقة عسكرية وغير نووية.

وعلى الرغم من أن تقارير استخباراتية أمريكية قد اشتبهت في قيام السلطات الإيرانية باستخدام الموقع في إجراء بعض التجارب النووية، بحسب الصحيفة الأمريكية، إلا أن المفاوضين الأمريكيين ونظرائهم من القوى الدولية الكبرى الأخرى رضخوا للمطالب الإيرانية بعدم تفتيش الموقع حرصا منهم على اتمام الاتفاق، ولذلك عندما سمحت طهران لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بزيارة مواقعها النووية، رفضت قبول زيارتهم للموقع العسكري.

خيار إيراني جديد

وأوضحت “نيويورك بوست” أن الصور الأخيرة التي التقطتها الأقمار الصناعية لم تكن الأولى من نوعها، حيث سبق وأن تم التقاط صور أخرى للموقع نفسه في عام 2010، إلا أن الاختلاف يكمن في أن الصور الأخيرة أظهرت أن المنشات المتواجدة تحت الأرض في الموقع العسكري يتم توسعتها بصورة كبيرة وأن المنطقة يتم تنظيفها باستمرار حتى يمكن إخفاء أي دليل يثبت تورط الحكومة الفارسية في أية تجارب نووية.

وهنا، هكذا تقول الصحيفة في تقريرها المنشور على موقعها الإلكتروني اليوم، أصبح للحكومة الإيرانية خيار آخر، وهو أن تستمر في أنشطتها النووية التي تهدف لتطوير السلاح النووي، ولكن في السر، وبالتالي لن يكون أمام المراقبين الدوليين العاملين لدى المنظمات الدولية المختصة في هذا الإطار الكثير ليفعلونه لمجابهة مثل هذا الخطر.

سيناريو كوريا الشمالية

وأشارت الصحيفة كذلك إلى الجهود التي تبذلها الحكومة الفارسية من أجل تطوير برنامج للصواريخ الباليستية، حيث قامت باختبارات لصواريخها منذ قبل دخول الاتفاق النووي إلى حيز النفاذ في خطوة اعتبرها الكثير من المحللين والمتابعين أنها استفزازية للغاية، على الرغم من تأكيدات المسئولين الإيرانيين أن برنامجها الصاروخي لا يتعلق إطلاقا ببرنامجها النووي.

التحركات الإيرانية ربما تعيد إلى الأذهان المراوغة التي أجرتها حكومة كوريا الشمالية عندما وقعت اتفاقا مع إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون لغلق منشأة نووية في منطقة يونج بيون، وفتحها لمراقبة الوكالات الدولية، بحسب “نيويورك بوست”، إلا انها بعد عامين فقط من توقيع هذا الاتفاق أصبحت دولة نووية وتمثل تهديدا كبيرا لجيرانها بل وللعالم كله.

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.