شارك

تحولات كبيرة تشهدها منطقة الشرق الأوسط منذ اندلاع ثورات الربيع العربي قبل خمسة أعوام، ربما دفعت لتغيير الديناميات السائدة في المنطقة منذ عقود، بحسب ما ذكر موقع “يو إس نيوز” الإخباري، إلا أن تلك التغييرات الكبيرة ربما تتجسد بصورة كبيرة في لبنان، منذ ما قبل احتشاد الجماهير في شوارع تونس والقاهرة في عام 2011.

وأضاف الموقع الإخباري أن الدولة اللبنانية دشنت أسلوبا صعبا لتقاسم السلطة بين مختلف الطوائف السياسية المنقسمة على أساس طائفي وديني، منذ توقيع اتفاقية الطائف في أواخر الثمانينات من القرن الماضي، والتي أنهت سنوات من الحرب الأهلية في الداخل اللبناني، إلا أن الأمر المهم في هذا الإطار يتمثل في أن هذا التوازن الصعب ربما كان جزء لا يتجزأ من هيكل الصراع الإقليمي ككل، والذي يتجسد في القوى الشيعية المتمثلة في إيران من جانب والقوى الأخرى السنية، والمتمثلة في السعودية وحلفائها من جانب آخر.

ففي الوقت الذي قدمت فيه الدولة الفارسية الدعم لحزب الله اللبناني، باعتبارها أحد أهم أذرعها، ليس فقط في الداخل اللبناني ولكن في المنطقة ككل، كانت المملكة العربية السعودية الداعم الأكبر للأحزاب اللبنانية السنية، وعلى أهمها تيار رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، والموالين له في الداخل اللبناني، بالإضافة إلى ذلك كان هناك نفوذا كبيرا للنظام السوري في لبنان، إلا أن الصراع الأهلي الذي تشهده سوريا في المرحلة الراهنة ساهم بصورة كبيرة في تقويض أي دوري سوري في لبنان.

وأضاف الموقع، المهتم بالشأن الدولي، أن المملكة العربية السعودية واجهت تمدد التنظيم الشيعي الموالي لطهران بتقديم الدعم للجيش اللبناني، باعتباره الضامن الرئيسي لبقاء الدولة اللبنانية، إلا أن الرؤية السياسية السعودية ربما أصبحت على المحك في المرحلة الراهنة خاصة مع زيادة التوتر السعودي الإيراني، هو الأمر الذي ظهر بجلاء في قرار المملكة الشهر الماضي بوقف مساعداتها للجيش اللبناني، والتي تبلغ حوالي أربعة مليارات دولار.

القرار السعودي جاء للتعبير عن إحباط المملكة من جراء المواقف التي تتبناها الحكومة اللبنانية، تجاه أزمة اقتحام مجموعة من المتظاهرين الإيرانيين للسفارة السعودية في طهران، بحسب الموقع، حيث لم تقوم بإدانة الحادث في الوقت الذي أدانته فيه الحكومة الإيرانية نفسها، موضحا أن الهدف من الإجراء الذي اتخذته المملكة ربما يكون دفع الحكومة اللبنانية إلى الانهيار، في ظل حالة انعدام الثقة في العديد من أعضاءها.

يقول وزير الداخلية اللبناني نهاد مشنوق، في تصريح له أثناء زيارته للعاصمة البريطانية لندن، أن المسألة لا تقتصر بأي حال من الأحوال على الأموال، ولكن خلفيات القرار السعودي تمتد إلى ما هو ابعد بكثير من المال، حيث أن المسألة في الأساس تعكس عدم ثقة الحكومة السعودية في نظيرتها اللبنانية خلال المرحلة الراهنة.

وأضاف الموقع الإخباري أن المملكة العربية السعودية كانت دائما ما تعطي الأولوية لفكرة استقرار لبنان، حتى على حساب مصالحها، وبالتالي فإن قرار وقف المساعدات السعودية للبنان يعد بمثابة تحول كبير في السياسات السعودية بصورة كبيرة، وهو ما قد يفتح الباب أمام تزايد النفوذ الإيراني في لبنان خلال المرحلة المقبلة، خاصة وأن القرار تبعه قرار أخر، من قبل مجلس التعاون الخليجي باعتبار حزب الله كمنظمة ارهابية، وهو ما يزيد الضغوط على لبنان خلال المرحلة المقبلة.

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.